حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْجَرْمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ قَامَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ لَهُ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يُغَسِّلُكَ مِنَّا إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْكَ قَالَ ذَاكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِأَنَّهُ لَا يَهُمُّ بِعُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِي إِلَّا أَعَانَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى ذَلِكَ ...
ثُمَّ قَالَ ص ادْعُ لِي حَبِيبَةَ قَلْبِي وَ قُرَّةَ عَيْنِي فَاطِمَةَ تَجِيءُ.
فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ وَ هِيَ تَقُولُ: نَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ! وَ وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ! يَا أَبَتَاهْ أَ لَا تُكَلِّمُنِي كَلِمَةً؟ فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَ أَرَاكَ مُفَارِقَ الدُّنْيَا وَ أَرَى عَسَاكِرَ الْمَوْتِ تَغْشَاكَ شَدِيداً.
فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةِ إِنِّي مُفَارِقُكِ فَسَلَامٌ عَلَيْكِ مِنِّي!
قَالَتْ يَا أَبَتَاهْ فَأَيْنَ الْمُلْتَقَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
قَالَ عِنْدَ الْحِسَابِ.
قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْحِسَابِ؟
قَالَ عِنْدَ الشَّفَاعَةِ لِأُمَّتِي.
قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الشَّفَاعَةِ لِأُمَّتِكَ؟
قَالَ عِنْدَ الصِّرَاطِ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي وَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ خَلْفِي وَ قُدَّامِي يُنَادُونَ رَبِّ سَلِّمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ص مِنَ النَّارِ وَ يَسِّرْ عَلَيْهِمُ الْحِسَابَ.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ع فَأَيْنَ وَالِدَتِي خَدِيجَةُ؟
قَالَ فِي قَصْرٍ لَهُ أَرْبَعَةُ [أَرْبَعَةُ آلَافِ] أَبْوَابٍ إِلَى الْجَنَّةِ.
ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَدَخَلَ بِلَالٌ وَ هُوَ يَقُولُ: الصَّلَاةَ رَحِمَكَ اللَّهُ!
فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ صَلَّى بِالنَّاسِ وَ خَفَّفَ الصَّلَاةَ. ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ!
فَجَاءَا فَوَضَعَ ص يَدَهُ عَلَى عَاتِقِ عَلِيٍّ وَ الْأُخْرَى عَلَى أُسَامَةَ؛ ثُمَّ قَالَ انْطَلِقَا بِي إِلَى فَاطِمَةَ!
فَجَاءَا بِهِ حَتَّى وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِهَا؛ فَإِذَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع يَبْكِيَانِ وَ يَصْطَرِخَانِ وَ هُمَا يَقُولَانِ أَنْفُسُنَا لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ وَ وُجُوهُنَا لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مَنْ هَذَانِ يَا عَلِيُّ؟
قَالَ هَذَانِ ابْنَاكَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ.
فَعَانَقَهُمَا وَ قَبَّلَهُمَا وَ كَانَ الْحَسَنُ ع أَشَدَّ بُكَاءً فَقَالَ لَهُ: كُفَّ يَا حَسَنُ فَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ.
فَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ.
قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟
قَالَ حَاجَتِي أَنْ لَا تَقْبِضَ رُوحِي حَتَّى يَجِيئَنِي جَبْرَئِيلُ فَيُسَلِّمَ عَلَيَّ وَ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ.
فَخَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مُحَمَّدَاهْ! فَاسْتَقْبَلَهُ جَبْرَئِيلُ فِي الْهَوَاءِ؛ فَقَالَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ رُوحَ مُحَمَّدٍ ص؟
قَالَ لَا يَا جَبْرَئِيلُ سَأَلَنِي أَنْ لَا أَقْبِضَهُ حَتَّى يَلْقَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ.
فَقَالَ جَبْرَئِيلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَ مَا تَرَى أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةً لِرُوحِ مُحَمَّدٍ؟ أَ مَا تَرَى حُورَ الْعِينِ قَدْ تَزَيَّنَّ لِمُحَمَّدٍ؟
ثُمَّ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ!
فَقَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا جَبْرَئِيلُ! ادْنُ مِنِّي حَبِيبِي!
جَبْرَئِيلُ فَدَنَا مِنْهُ؛ فَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ. فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ احْفَظْ وَصِيَّةَ اللَّهِ فِي رُوحِ مُحَمَّدٍ ص!
وَ كَانَ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ وَ مَلَكُ الْمَوْتِ آخِذٌ بِرُوحِهِ ص.
فَلَمَّا كُشِفَ الثَّوْبُ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ نَظَرَ إِلَى جَبْرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ: عِنْدَ الشَّدَائِدِ تَخْذُلُنِي؟!
فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ».
@Yekaye
👇ادامه روایت👇