ادامه متن احادیث بند 7
☀️11. وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِنَّ رَجُلًا جَاعَ عِيَالُهُ، فَخَرَجَ يَبْغِي لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، فَكَسَبَ دِرْهَماً، فَاشْتَرَى بِهِ خُبْزاً وَ إِدَاماً، فَمَرَّ بِرَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ مِنْ قَرَابَاتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ ع فَوَجَدَهُمَا جَائِعَيْنِ. فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَحَقُّ مِنْ قَرَابَاتِي. فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، وَ لَمْ يَدْرِ بِمَا ذَا يَحْتَجُّ فِي مَنْزِلِهِ فَجَعَلَ يَمْشِي رُوَيْداً يَتَفَكَّرُ فِيمَا يَعْتَلُ بِهِ عِنْدَهُمْ وَ يَقُولُ لَهُمْ مَا فَعَلَ بِالدِّرْهَمِ، إِذْ لَمْ يَجِئْهُمْ بِشَيْءٍ.
فَبَيْنَا هُوَ مُتَحَيِّرٌ فِي طَرِيقِهِ إِذَا بِفَيْجٍ يَطْلُبُهُ، فَدُلَّ عَلَيْهِ، فَأَوْصَلَ إِلَيْهِ كِتَاباً مِنْ مِصْرَ، وَ خَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ فِي صُرَّةٍ، وَ قَالَ: هَذِهِ بَقِيَّةُ [مَالِكَ] حَمَلْتُهُ إِلَيْكَ مِنْ مَالِ ابْنِ عَمِّكَ، مَاتَ بِمِصْرَ، وَ خَلَّفَ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ عَلَى تُجَّارِ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ، وَ عَقَاراً كَثِيراً، وَ مَالًا بِمِصْرَ بِأَضْعَافِ ذَلِكَ. فَأَخَذَ الْخَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ وَ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ، وَ نَامَ لَيْلَتَهُ. فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ عَلِيّاً ع، فَقَالا لَهُ: كَيْفَ تَرَى إِغْنَاءَنَا لَكَ لَمَّا آثَرْتَ قَرَابَتَنَا عَلَى قَرَابَتِكَ.
[ثُمَ] لَمْ يَبْقَ بِالْمَدِينَةِ وَ لَا بِمَكَّةَ مِمَّنْ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الْمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ إِلَّا أَتَاهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلَيٌّ فِي مَنَامِهِ وَ قَالا لَهُ: إِمَّا بَكَّرْتَ بِالْغَدَاةِ عَلَى فُلَانٍ بِحَقِّهِ مِنْ مِيرَاثِ ابْنِ عَمِّهِ وَ إِلَّا بَكَّرْنَا عَلَيْكَ بِهَلَاكِكَ وَ اصْطِلَامِكَ: وَ إِزَالَةِ نِعَمِكَ، وَ إِبَانَتِكَ مِنْ حَشَمِكَ. فَأَصْبَحُوا كُلُّهُمْ وَ حَمَلُوا إِلَى الرَّجُلِ مَا عَلَيْهِمْ حَتَّى حَصَلَ عِنْدَهُ مِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ وَ مَا تُرِكَ أَحَدٌ بِمِصْرَ مِمَّنْ لَهُ عِنْدَهُ مَالٌ إِلَّا وَ أَتَاهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ ع فِي مَنَامِهِ، وَ أَمَرَاهُ أَمْرَ تَهَدُّدٍ بِتَعْجِيلِ مَالِ الرَّجُلِ أَسْرَعَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ.
وَ أَتَى مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ ع هَذَا الْمُؤْثِرَ لِقَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي مَنَامِهِ فَقَالا لَهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ صُنْعَ اللَّهِ لَكَ قَدْ أَمَرْنَا مَنْ فِي مِصْرَ أَنْ يُعَجِّلَ إِلَيْكَ مَالَكَ، أَ فَنَأْمُرُ حَاكِمَهَا بِأَنْ يَبِيعَ عَقَارَكَ وَ أَمْلَاكَكَ وَ يُسَفْتِجَ إِلَيْكَ بِأَثْمَانِهَا لِتَشْتَرِيَ بَدَلَهَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: بَلَى.
فَأَتَى مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ ع حَاكِمَ مِصْرَ فِي مَنَامِهِ فَأَمَرَاهُ أَنْ يَبِيعَ عَقَارَهُ، وَ السَّفْتَجَةَ بِثَمَنِهِ إِلَيْهِ، فَحَمَلَ إِلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْأَثْمَانِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، فَصَارَ أَغْنَى مَنْ بِالْمَدِينَةِ.
ثُمَّ أَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا جَزَاؤُكَ فِي الدُّنْيَا عَلَى إِيثَارِ قَرَابَتِي عَلَى قَرَابَتِكَ، وَ لَأُعْطِيَنَّكَ فِي الْآخِرَةِ بَدَلَ كُلِّ حَبَّةٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَصْرٍ أَصْغَرُهَا أَكْبَرُ مِنَ الدُّنْيَا، مَغْرِزُ إِبْرَةٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيه
📚 التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص333-338
@yekaye