متن حدیث۳ ☀️قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهُرْمُزَانِيِ‏ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ ص وَصَّتْ إِلَی عَلِيٍّ ص أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهَا وَ يُخْفِيَ خَبَرَهَا وَ لَا يُؤْذِنَ أَحَداً بِمَرَضِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَانَ يُمَرِّضُهَا بِنَفْسِهِ وَ تُعِينُهُ عَلَی ذَلِكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَحِمَهَا اللَّهُ عَلَی اسْتِسْرَارٍ بِذَلِكَ كَمَا وَصَّتْ بِهِ. فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ وَصَّتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنْ يَتَوَلَّی أَمْرَهَا وَ يَدْفِنَهَا لَيْلًا وَ يُعَفِّيَ قَبْرَهَا. فَتَوَلَّی ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ دَفَنَهَا وَ عَفَّی مَوْضِعَ قَبْرِهَا. فَلَمَّا نَفَضَ يَدَهُ مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ هَاجَ بِهِ الْحُزْنُ فَأَرْسَلَ دُمُوعَهُ عَلَی خَدَّيْهِ وَ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنِّي وَ السَّلَامُ‏ عَلَيْكَ‏ مِنِ‏ ابْنَتِكَ وَ حَبِيبَتِكَ وَ قُرَّةِ عَيْنِكَ وَ زَائِرَتِكَ وَ الْبَائِتَةِ فِي الثَّرَی بِبُقْعَتِكَ وَ الْمُخْتَارِ لَهَا اللَّهُ سُرْعَةَ اللَّحَاقِ بِكَ قَلَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي وَ ضَعُفَ عَنْ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ تَجَلُّدِي؛ إِلَّا أَنَّ فِي التَّأَسِّي لِي بِسُنَّتِكَ وَ الْحُزْنِ الَّذِي حَلَّ بِي بِفِرَاقِكَ مَوْضِعَ التَّعَزِّي. فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودِ قَبْرِكَ بَعْدَ أَنْ فَاضَتْ نَفْسُكَ عَلَی صَدْرِي وَ غَمَّضْتُكَ بِيَدِي‏ وَ تَوَلَّيْتُ أَمْرَكَ بِنَفْسِي. نَعَمْ وَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْعَمُ الْقَبُولِ‏: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏». لَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ وَ أُخِذَتِ الرَّهِينَةُ وَ اخْتُلِسَتِ الزَّهْرَاءُ؛ فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ؛ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ وَ أَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ؛ لَا يَبْرَحُ الْحُزْنُ مِنْ قَلْبِي أَوْ يَخْتَارَ اللَّهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا مُقِيمٌ. كَمَدٌ مُقَيِّحٌ وَ هَمٌّ مُهَيِّجٌ؛ سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَيْنَنَا. وَ إِلَی اللَّهِ أَشْكُو؛ وَ سَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ‏ عَلَيَّ وَ عَلَی هَضْمِهَا حَقَّهَا؛ فَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ؛ فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلَی بَثِّهِ سَبِيلًا وَ سَتَقُولُ؛ وَ يَحْكُمُ اللَّهُ‏ «وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ». سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ. فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ؛ وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ؛ وَ الصَّبْرُ أَيْمَنُ‏ وَ أَجْمَلُ. وَ لَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِينَ عَلَيْنَا لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ‏ عِنْدَ قَبْرِكَ لِزَاماً؛ وَ لَلَبِثْتُ‏ عِنْدَهُ مَعْكُوفاً؛ وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَی عَلَی جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ. فَبِعَيْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً وَ تُهْتَضَمُ حَقَّهَا قَهْراً وَ تُمْنَعُ إِرْثَهَا جَهْراً؛ وَ لَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ وَ لَمْ يَخْلُ‏ مِنْكَ الذِّكْرُ! فَإِلَی اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكَی وَ فِيكَ أَجْمَلُ الْعَزَاءِ؛ وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ عَلَيْهَا وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ‏ . 📚الأمالي (للمفيد)، ص281-283؛ 📚بشارة المصطفی لشيعة المرتضی، ص258-259 @yekaye