سند و متن حدیث ۹ (محب امیرالمومنین ع)
☀️الف. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنِی أَبُو الْحَسَنِ عَلِی بْنُ خَالِدٍ الْمَرَاغِی، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِی بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِی، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِی، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو عَلِی بْنُ أَبِی عَمْرَةَ الْخُرَاسَانِی، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِی، قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى مَسْرُوقٍ الْأَجْدَعِ، فَإِذَا عِنْدَهُ ضَیفٌ لَهُ لَا نَعْرِفُهُ وَ هُمَا یطْعَمَانِ مِنْ طَعَامٍ لَهُمَا، فَقَالَ الضَّیفُ:
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص بِحُنَینٍ، فَلَمَّا قَالَهَا عَرَفْنَا أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِی (صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ)، قَالَ: فَجَاءَتْ صَفِیةُ بِنْتُ حُیی بْنِ أَخْطَبَ إِلَى النَّبِی (صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ) فَقَالَتْ: یا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّی لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْ نِسَائِكَ، قَتَلْتَ الْأَبَ وَ الْأَخَ وَ الْعَمَّ، فَإِنْ حَدَثَ بِكَ شَیءٌ فَإِلَى مَنْ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص: إِلَى هَذَا- وَ أَشَارَ إِلَى عَلِی بْنِ أَبِی طَالِبٍ (عَلَیهِ السَّلَامُ).
ثُمَّ قَالَ: أَ لَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنِی بِهِ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ؟
قَالَ: قُلْنَا: بَلَى.
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِی بْنِ أَبِی طَالِبٍ (عَلَیهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ یا أَعْوَرُ؟
قَالَ: قُلْتُ: حُبُّكَ، یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ.
قَالَ: اللَّهَ، قُلْتُ: اللَّهَ، فَنَاشَدَنِی ثَلَاثاً،
ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَیسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِمَّنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ إِلَّا وَ هُوَ یجِدُ مَوَدَّتَنَا عَلَى قَلْبِهِ فَهُوَ یحِبُّنَا، وَ لَیسَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِمَّنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیهِ إِلَّا وَ هُوَ یجِدُ بُغْضَنَا عَلَى قَلْبِهِ فَهُوَ یبْغِضُنَا، فَأَصْبَحَ مُحِبُّنَا ینْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَ كَانَ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لَهُ، وَ أَصْبَحَ مُبْغِضُنَا «عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ»، فَهَنِیئاً لِأَهْلِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ، وَ تَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ.
📚الأمالی (للطوسی)، ص34
☀️ب. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِی أَبِی، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یحْیى، عَنْ یعْقُوبَ بْنِ شُعَیبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ التَّمَّارِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مِیثَمٍ یقُولُ:
تَمَسَّینَا لَیلَةً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِی بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع فَقَالَ لَنَا:
لَیسَ مِنْ عَبْدٍ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِیمَانِ إِلَّا أَصْبَحَ یجِدُ مَوَدَّتَنَا عَلَى قَلْبِهِ، وَ لَا أَصْبَحَ عَبْدٌ مِمَّنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیهِ إِلَّا یجِدُ بُغْضَنَا عَلَى قَلْبِهِ، فَأَصْبَحْنَا نَفْرَحُ بِحُبِّ الْمُؤْمِنِ لَنَا، وَ نَعْرِفُ بُغْضَ الْمُبْغِضِ لَنَا، وَ أَصْبَحَ مُحِبُّنَا مُغْتَبِطاً بِحُبِّنَا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ ینْتَظِرُهَا كُلَّ یوْمٍ، وَ أَصْبَحَ مُبْغِضُنَا یؤَسِّسُ بُنْیانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ، فَكَانَ ذَلِكَ الشَّفَا قَدِ انْهَارَ بِهِ فِی نارِ جَهَنَّمَ،
وَ كَانَ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لِأَصْحَابِ الرَّحْمَةِ، فَهَنِیئاً لِأَصْحَابِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ، وَ تَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ، إِنَّ عَبْداً لَنْ یقَصِّرَ فِی حُبِّنَا لِخَیرٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِی قَلْبِهِ، وَ لَنْ یحِبَّنَا مَنْ یحِبُّ مُبْغِضَنَا، إِنَّ ذَلِكَ لَا یجْتَمِعُ فِی قَلْبٍ وَاحِدٍ: «وَ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَینِ فِی جَوْفِهِ» یحِبُّ بِهَذَا قَوْماً، وَ یحِبُّ بِالْآخَرِ عَدُوَّهُمْ؛ وَ الَّذِی یحِبُّنَا فَهُوَ یخْلِصُ حُبَّنَا كَمَا یخْلَصُ الذَّهَبُ لَا غِشَّ فِیهِ.
نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ أَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِیاءِ، وَ أَنَا وَصِی الْأَوْصِیاءِ، وَ أَنَا حِزْبُ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (عَلَیهِ السَّلَامُ)، وَ الْفِئَةُ الْبَاغِیةُ حِزْبُ الشَّیطَانِ؛ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ یعْلَمُ حَالَهُ فِی حُبِّنَا فَلْیمْتَحِنْ قَلْبَهُ، فَإِنْ وَجَدَ فِیهِ حُبَّ مَنْ أَلَّبَ عَلَینَا فَلْیعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَدُوُّهُ وَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ، وَ اللَّهُ عَدُوٌّ لِلْكافِرِینَ.
📚الأمالی (للطوسی)، ص148
@yekaye