متن شأن نزول (۲) (مربوط به آيه ۴ سوره حجرات) نزل قوله «یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ» إلى قوله «غَفُورٌ رَحِیمٌ» فِی وَفْدِ تَمِیمٍ وَ هُمْ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ فِی أَشْرَافٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ مِنْهُمُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ وَ عَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ وَ قَیسُ بْنُ عَاصِمٍ فِی وَفْدٍ عَظِیمٍ فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَسْجِدَ نَادَوْا رَسُولَ اللَّهِ ص مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ: أَنِ اخْرُجْ إِلَینَا یا مُحَمَّدُ. فَآذَى ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَخَرَجَ إِلَیهِمْ. فَقَالُوا جِئْنَاكَ لِنُفَاخِرُكَ فَأْذَنْ لِشَاعِرِنَا وَ خَطِیبِنَا. قَالَ أَذِنْتُ. فَقَامَ عُطَارِدُ بْنُ حَاجِبٍ وَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنَا مُلُوكاً الَّذِی لَهُ الْفَضْلُ عَلَینَا وَ الَّذِی وَهَبَ علَینَا أَمْوَالًا عِظَاماً نَفْعَلُ بِهَا الْمَعْرُوفَ وَ جَعَلَنَا أَعَزَّ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَ أَكْثَرَ عَدَداً وَ عُدَّةً فَمَنْ مِثْلُنَا فِی النَّاسِ فَمَنْ فَاخَرَنَا فَلْیعُدَّ مِثْلَ مَا عَدَدْنَا وَ لَوْ شِئْنَا لَأَكْثَرْنَا مِنَ الْكَلَامِ وَ لَكِنَّا نَسْتَحْیی مِنَ الْإِكْثَارِ. ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِثَابِتِ بْنِ قَیسِ بْنِ شَمَّاسٍ: قُمْ فَأَجِبْهُ. فَقَامَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ خَلْقَةً وَ قَضَى فِیهِن أَمْرَهُ وَ وَسِعَ كُرْسِیهُ عِلْمهُ وَ لَمْ یكُنْ شَی‏ءٌ قَطُّ إِلَّا مِنْ فَضْلِهِ. ثُمَّ كَانَ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ جَعَلَنَا مُلُوكاً وَ اصْطَفَى مِنْ خَیرِ خَلْقِهِ رَسُولًا أَكْرَمَهُم نَسَباً وَ أَصْدَقَهُم حَدِیثاً وَ أَفْضَلَهُم حَسَباً فَأَنْزَلَ عَلَیهِ كِتَاباً وَ ائْتَمَنَهُ عَلَى خَلْقِهِ فَكَانَ خِیرَةَ اللَّهِ عَلَى الْعَالَمِینَ. ثُمَّ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْإِیمَانِ بِاللَّهِ فَآمَنَ بِهِ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قَوْمِهِ وَ ذَوِی رَحِمِهِ أَكْرَمُ النَّاسِ أَحْسَاباً وَ أَحْسَنُهُمْ وُجُوهاً فَكَانَ أَوَّلَ الْخَلْقِ إِجَابَةً وَ اسْتَجَابَ لِلَّهِ حِینَ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص نَحْنُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ رَسُولِ اللَّهِ وَ رِدْؤُهُ نُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى یؤْمِنُوا فَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَنَعَ مَالَهُ وَ دَمَهُ وَ مَنْ نَكَثَ جَاهَدْنَاهُ فِی اللَّهِ أَبَداً وَ كَانَ قَتْلُهُ عَلَینَا یسِیراً. أَقُولُ هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ السَّلَامُ عَلَیكُمْ. ثُمَّ قَامَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ ینْشِدُ وَ أَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ. فَلَمَّا فَرَغَ حَسَّانُ مِنْ قَوْلِهِ قَالَ الْأَقْرَعُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ خَطِیبُهُ أَخْطَبُ مِنْ خَطِیبِنَا وَ شَاعِرُهُ أَشْعَرُ مِنْ شَاعِرِنَا وَ أَصْوَاتُهُمْ أَعْلَى مِنْ أَصْوَاتِنَا فَلَمَّا فَرَغُوا أَجَازَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فَأَحْسَنَ جَوَائِزَهُمْ وَ أَسْلَمُوا. عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. 📚مجمع البیان، ج‏9، ص194-195 @yekaye