💠 الدافع ولا المظهر
🔹 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:
قد يكون العمل الضئيل التافه في مظهره الإجتماعي أرفع وأسمى من عمل جبار يدوّي له التاريخ، قد تكون هذه الخفقة التي يخفق بها قلبك شفقة على الأعمى حين تجده يتسكّع الطريق فتأخذ بيده لترشده السبيل طلباً لرضا اللَّه أفضل ألف مرة من تضحية يترتب عليها أهمّ المصالح الإجتماعية، يدفعك إليها دافع من الدوافع المادية بعيداً عن الإطار الإجتماعي العام . «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (القصص: ٨٣).
🔸 المدرسة القرآنیة، ص ٣٤٢ (مقال: العمل الصالح في القرآن).
#كلمات_الشهيد
#العمل_الصالح
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر:
🆔 @shahidsadr
✅ علاقة الأخلاق بالدین
🔹 الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر:
حثّ الإسلام على صدقة السرّ والتكتّم ببعض ألوان البرّ، حرصاً منه على توفير المقوّمات الأساسية للعمل الصالح، فهو يطلب من الفرد أن يبتعد بعمله الصالح عن مجالات الاغراء ليتأكد من صلاحه وسلامة رصيده الروحي ومدلوله النفسي، بينما نجد المجتمعات الغربية أو غير الإسلامية في سلوكها الحياتي والنفسي تحشد كل وسائل الاغراء لدفع الناس إلى الأعمال المفيدة، حتى يفقد العمل المفيد كلّ قيمة خلقية في ضجّة الاغراء المحموم. والسبب في هذا أنها لا تملك دوافع روحية حقيقية كالدوافع التي يملكها المجتمع الإسلامي الصحيح، الذي يؤمن بربه ومعاده وارتباط الدنيا بعالم الآخرة. ومن هنا كانت القيم الخلقية مرتبطة تاريخياً بالدين منذ أبعد أدوار الحضارة البشرية إلى يومنا هذا.
🔺 المدرسة القرآنية (موسوعة الشهيد الصدر ج ١٩)، ص ٣٤١.
#العمل_الصالح
#الإخلاص
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر:
🆔 @shahidsadr
❇️ المعيار في قيمة العمل
🔶 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:
إن الإسلام يقيس قيمة الأعمال بالدوافع والمقدّمات والإطارات الفكرية العامّة التي تختمر بذرة العمل ضمن نطاقها، بينما يقيس غيره قيمة الأعمال بالنتائج والمنافع والمجالات الحياتية التي يساهم العمل في إصلاحها.
.. وعلى هذا الأساس رفض القرآن رفضاً باتاً إمكان المقايسة والمقارنة: بين العمل الذي يحقّقه الإنسان ضمن الإطار الإيماني العام، مندفعاً بالميول والدوافع الالهية التي يحدّدها هذا الإطار وبين العمل الذي يوجد بعيداً عن ذلك الإطار وينبثق عن ميول ودوافع اخرى. فإنّ هذا العمل لا يمكن أن يقارن في المفهوم القرآني بذلك العمل مهما كانت نتائجه ومنافعه: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَ اللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (التوبة: ١٩).
🔸 المدرسة القرآنیة، ص ٣٤٠ (مقال: العمل الصالح في القرآن).
#كلمات_الشهيد
#العمل_الصالح
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر:
🆔 @shahidsadr
❇️ النظرة الإسلاميّة في تقييم العمل (١)
🔶 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:
الإسلام يهتم بدوافع العمل لا بمنافعه، ويرى أنه يستمد قيمته من الدوافع لا من المنافع، فلا عمل إلا بنية، وما لم تتوفر النية الصالحة لا يكون العمل صالحاً مهما كانت منافعه التي تنشأ عنه. لأنّ الإسلام لا ينظر إلى المظهر الخارجي للعلاقات الإجتماعية فحسب، ولا يعنى بالجانب الموضوعي من التعايش الإجتماعي وحياة الناس فقط، إيماناً منه بأنّ هذا الجانب وذلك المظهر ليس إلا صورة عن حقيقة أعمق وأخطر تعيش في داخل الإنسان. وما لم يتمكن المذهب من كسب تلك الحقيقة وتطويرها وصبّها في قالبها الخاص، لا يستطيع أن يمتلك القيادة الحقيقية في المجتمع.
🔸 المدرسة القرآنیة، ص ٣٣٩ (مقال: العمل الصالح في القرآن).
#كلمات_الشهيد
#العمل_الصالح
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر:
🆔 @shahidsadr
❇️ النظرة الإسلاميّة في تقييم العمل (٢)
🔶 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:
فليس المهم في نظر الإسلام: أن يصنع علاقات اجتماعية بين الناس ذات جانب موضوعي نظيف، أي ذات منافع وفوائد في الحقل الإجتماعي، وإنّما المهم أن يصنع إنساناً نظيفاً ويشيد علاقات نابعة من جوانب ذاتية مشرفة. وبكلمة واحدة: أنّ الإسلام يريد أن يصنع الإنسان نفسه صنعاً إسلامياً، فهو يتبنّى لأجل ذلك تربية هذا الإنسان، ويستهدف قبل كلّ شيء تكوين محتواه الداخلي والروحي وفقاً لمفهومه، بينما تتخلّى الرأسمالية عن هذه الوظيفة الأساسية وتترك الإنسان ليصنع نفسه بنفسه، وتكتفي بتنظيم العلاقات بين الناس وتهتم بالنتائج والمنافع دون الدوافع الفكرية، والأرصدة الروحية التي تختفي وراء تلك العلاقات وتنعكس فيها.
🔸 المدرسة القرآنیة، ص ٣٣٩ (مقال: العمل الصالح في القرآن).
#كلمات_الشهيد
#العمل_الصالح
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر:
🆔 @shahidsadr
❇️ النظرة الإسلاميّة في تقييم العمل (٣)
🔶 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:
وقد يتبادر إلى بعض الأذهان: أن العرف غير الإسلامي في تقدير الأعمال أكثر واقعية من العرف الإسلامي الذي يقرّره القرآن، لأنّ المهم قبل كل شيء توفير مصالح المجتمع وحماية هذه المصالح. فكلّ عمل كان يواكب هذا الهدف فهو عمل مجيد من مصلحتنا جميعاً أن نقدره ونمجده لنشجع على الإتيان بمثله، وماذا يهمّنا- بعد أن نصل عن طريقه إلى مكاسب موضوعية- الدافع الذي يختفي وراءه والظروف النفسية التي اكتنفت تصميم العامل على العمل؟
.. ولكن نظرة سطحية كهذه - تقف عند ظواهر الأعمال ولا تغوص إلى الأعماق - تختلف مع طبيعة الرسالة الإسلامية من ناحية، ومع مفهوم الإسلام من الإرتباط الكامل بين العمل ورصيده الروحي والفكري من ناحية اخرى.
فمن الناحية الأولى: ليس الإسلام مجرد تنظيم للسلوك الخارجي، وإنما هو رسالة تهدف إلى صنع الإنسان قبل كل شيء ومنحه الحياة الجديرة به «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» (الأنفال: ٢٤).
فالإسلام يريد أن يعطي للإنسان حياة لا سلوكاً فحسب، ولا يمكن لرسالة هذه طبيعتها أن تترك المحتوى الداخلي للإنسان وتنظر إليه من مظهره الخارجي فحسب.
🔸 المدرسة القرآنیة، ص ٣٤٢ (مقال: العمل الصالح في القرآن).
#كلمات_الشهيد
#العمل_الصالح
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر:
🆔 @shahidsadr
❇️ النظرة الإسلاميّة في تقييم العمل (٤)
🔶 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:
ومن الناحية الأخرى: ينظر الإسلام إلى العمل بوصفه التعبير الخارجي عن الإطار الروحي والجوّ الفكري الذي نمت فيه بذرة العمل، فلا يمكن أن يجرّد عن طابع ذلك الإطار ومزاج ذلك الجو. ولا ينكر الإسلام بطبيعة الحال: إن العمل الذي ينشأ عن اطارات وفي أجواء فكرية وروحية غير صالحة قد يكون عملًا مفيداً ونافعاً، بالرغم من كونه عملًا ناشئاً عن طمع شخصي أو غرض خبيث ..
ولكننا إذا سمحنا لتلك الإطارات والاجواء غير الصالحة أن تنمو وتترعرع في ظل قيم ومقاييس خلقية كهذه التي تسود العرف غير الإسلامي .. فمن يضمن لنا أنها سوف تدفع الفرد إلى العمل المفيد والنافع دائماً؟! وكيف يمكن أن نترقب حينئذ هذا العمل المفيد والنافع إذا كان يتعارض مع مصالح الفرد الخاصة وأغراضه العاجلة؟!
وهكذا نعرف أن ربط العمل بالمحتوى الداخلي هو الطريقة الواقعية التي تضمن استمرار العمل المفيد وتنميته والتشجيع عليه.
🔸 المدرسة القرآنیة، ص ٣٤٣ (مقال: العمل الصالح في القرآن).
#كلمات_الشهيد
#العمل_الصالح
🔹 قناة مركز الأبحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر:
🆔 @shahidsadr