بون بعید بین أن تسمع بشیئ و بین أن تقع فیـه، فإنه لیس لك فی الأول إلا المدعیٰ و لکن لك فی الثانی دلیل ذاک المدعیٰ، أو فقل: الأول علم الیقین و الثاني حقّه و حاقّه.
و الغرض من کتب ذلکم البدیهیّ أن لیس من أخلاق الکرام القول علی من لمیذوقوا ما ذاقه و لمیبتلوا بما ابتُلي به.
قیل: لکل فرعون موسی، و قیل: [بل المثَلُ هو أن] لکل موسی فرعون؛ و الحق ثبوتهما معا، کما روی عن الأمیر علیهالسلام فیما کتبه إلی ابنهند: قد ابتلاني الله بك و ابتلاك بي.
و مر علیك نحو هذا فیما سبق
من هوان الدنیا علیّ خوفي من القول فیما هو من هوان الدنیا علیّ.
و إلیه الرجعی
روي فی القدسیّات أنه (عزّٱسمه) قال: أنا عند المنکسرة قلوبهم لِأجْلي.
النکتة الأولی هی التتمیم بتقیید الانکسار بکونه لأجله (عزّ و علا)، لا لأیّ أمر آخر
و الثانیة: أنه یفهم [و لا أقلّ من أنني أفهم] منه التعجیل منه (تعالیذکره) في إجابة ما یدعو به، للمدعوّ کان أو علیه
من أحسن ما قیل فی النسبیّة قولهم:
سَـنَـةُ الوِصال سِـنَـةٌ و سِـنَـةُ الفِراق سَـنَـةٌ
اذا زعمت أن شیئا مما یحبه الله تعالی أصعب من الکظم للغیظ فٱحمد الله عزٱسمه أن لم یبتلك بما یوجب الغیظ فتعلمَ أنه أصعب شیئ أمِرت به
المناجاة لله (عز و علا) فرع الإیمان به أولاً و الیقین بأنه (سبحانه و تعالی) یسمع و یبصر ثانیا و أنه (عز ٱسمه) فی القرب من عباده بمکان یتأتی للعبد ذلك ثالثا و التنبه بأنه مأذون، بل مدعو له منه (تقدست أسماؤه)، بل محتاج لهذا النجوی رابعا، فالحمد لله ثم الحمد لله أولا و آخرا
من أقبح المغالطات و أکثرها وقوعا أن تسمّی کلام أحد مغالطة و لم تعیّن محل المغالطة و وجهها
قلائلُ مَن تقدر أن تکون عندهم نفسك بلا اتّقاء و لا قلق، فإن ظفرت منهم بأحد فکن علیه أحرص منك علی درهمك و دینارك
إن «الخبر» فی اصطلاح المتشرعة هو «الحدیث»، و جمعه «أخبار» کما أن جمع الحدیث «أحادیث»، و النسبة إلی الأخبار «أخباریّ» کما أن النسبة إلی علیّ علویّ و إلی تبریز تبریزیّ. فترون أنه -إن لم یکن مدحاً فلا أقل أنه- لیس ذماً و فسقا أن یکون الرجل أخباریا بأنه یراجع الأحادیث و یذاکرها و یسعیٰ في فهمها و کشف المراد المأمور به منها. فلیس لنا أن نظنّه سبّاً لإخواننا و عیبا فیهم کما یظن العُمَریّ الرافضیَّ قدحا لنا و شتما. فلا الرفض ذنب و لا الرجوع إلی الأحادیث من الموبقات.
و لعل للکلام تتمة إن لم یحدث الحادث
[:]
لیت شعری ما المراد من العقل الذی هو أحد الأربعة المسماة بمنابع الشرع و مصادره
یـٰا مُـصَـیّـِرَ ٱلَّـیْـتـٰاتِ لَـعَـلّـٰاتٍ
وَ یـٰا جـٰاعِلَ الَّـعَـلّـٰاتِ إنَّـیـٰاتٍ
صـٰارَ جُـلُّ لَـعَـلّـٰاتِـنـٰا لَـیْتـٰاتٍ
فَـقَـدِّر لَـنـٰا في هـٰذِهِ ٱلـسّـٰاعـٰاتِ
أَکْـثَـرَ تِـلْـكَ ٱلَّـعَـلّـٰاتِ ثَـمَـرٰاتٍ
وَ أبْـعَـدَ الَّـیْـتـٰاتِ عَـنِ ٱلْـآفـٰاتِ
یـٰا مَـنْ هُـوَ عـٰالِـمٌ بِـٱلـنّـِـیّـٰات
اللهمّ صلِّ علی مبتدإِ الرحمة و مختتَم الخبر، و علی آله الحافظین للکتاب و الشافعین فی المَـآب،
و صَحّـِـحِ اللهمَّ ٱعتلالَنا بقدرتك، و ٱصرِف عنّا الخفضَ برحمتك، و ٱنصِبنا لطاعتك و مَرضاتك، و ارفَع عنّا الغُمومَ و اکفِنا بِـمَنّـِك الهموم، و اجعَل اشتغالَنا بما یُرضی الوصیّ و انصرافَنا مِمّا یُنسی الولیّ، یا مضافةً إلیه الخیرات، و منسوبة إلیه النعمات، و مجرورة إلیه الحاجات
اللسان إذا سبق الفکر یمیت و إذا سبقه ٱلفکر فإما یحیي و إما یمیت. فٱلأحسن ٱلآمَن أن تحبسه و تخزنه إلا من الواجب
من عجیب صنع الرحمـٰن أنه لا یلد حمار إنسیاً و لکن کم من إنسان ولد حمارا، بل الآن لا یکاد یلد الإنسان غیر الحمار
إنما جعلها الله ثنتین لتلد بواحدة و تُحیل إلی الأخری ما یمرّ بك من قول السفیه و فعله
قال أمير المؤمنين عليهالسلام:
تُعْرَفُ حَماقَةُ الرَّجُلِ فِى ثَلاثٍ: في كَلامِهِ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، وَ جَوابِهِ عَمَّا لا يُسْئَلُ عَنْهُ، وَ تَهَوُّرِهِ فِى الْأُمُورِ.
.
التهوّر فی الأمر الدخولُ فیه بِلا فکرٍ و تدبر