ريم الحلال يوحي بأن المبدأ هو الحلال.
🔹️ المؤشرة الثالثة: فهم واستنباط هيكلة المناسك، بما يتناسب مع المكارم وحلولها فيها.
المناسك هي الجسد والشكل، والمكارم هي الروح التي تدخل وتنفذ وتستقر وتفعل داخل ذلك الجسد.
لا يصح ترك المناسك تحت ذريعة التركيز على المكارم، كما لا يصح وضع المكارم جانباً بسبب التركيز على المناسك. يجب أن يكون الجسد والروح معًا ، لكن المشكلة هي أن العديد من أصحاب الاستنباطات الفقهية يركزون بشكل كبير على المناسك، مهملين لأصالة وأداء المكارم ، ويعززون التحيزات والتعصبات تجاه الطقوس، فيفوتون ويعدمون المكارم التي التي هي الروح التي تحيي المناسك وتعطي اليها معناها.
فاستنباط هيكلة المناسك، بطريقة أمكن أن توضع فيها روح مكارم العظيمة بداخلها، هي المؤشرة للفقه الحضاري الاسلامي.
▪ التعصبات تميل نحو الظاهر لا الروح:
إذا ألقينا نظرة على العالم الإسلامي وفحصنا تيار التعصب في العالم الإسلامي، فإننا نرى أن معظم التعصبات، إن لم يكن كلها، تميل إلى أجساد الطقوس الدينية، ولا يوجد تعصب موجه نحو المكارم والقيم التي تشكل الروح لها.
هذه مشكلة أساسية حيث نجد أن البرامج الدينية تصبح أجسادها الطقوسية، محاطة بالتحيزات والتعصبات، وسبب المشكلة أنه عندئذ تظل ظواهر هذه الطقوس اجتماعية بشكل تدريجي مما ينتج منه أن تنفصل تدريجيًا عن أرواحها التي هي القيم الكامنة وراءها.
نجد الإمام علي بن أبي طالب (ع) يؤكد أنه من الضروري أن يكون التعصب مركزا على المكارم.
والامام علي (ع) ركز على أنه "إن كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور ....فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار ، والوفاء بالذمام، والطاعة للبر، والمعصية للكبر، والأخذ بالفضل، والكف عن البغي، والاعظام للقتل، والانصاف للخلق، والكظم للغيظ، واجتناب الفساد في الأرض".
▪النتيجة: إن مؤشرة الفقه الصحيح والنشيط هو أنه يلاحظ دائما جانب المكارم في استنباطاته للمناسك، ويفهم ويدرك وينظم ويَعرِف ويُعرّف هيكلة الطقوس بما يتناسب مع المكارم كروح عظيمة يجب أن تسري وتجري فيها.
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٦)
٥. التنويع وفقا للظرف:
▪ قابلية الحديث للتقسيم من زوايا مختلفة:
قد تمت وتبلورت للحديث عدة تقسيمات ومن زوايا مختلفة؛ كتقسيمه الى الموضوع وغير الموضوع، وإلى الضعيف والصحيح، وإلى خبر الواحد والمتواتر وإلى المشهور وغير المشهور، و.....
▪إمكانية تقسيم النص من زاوية الظروف الاجتماعية التاريخية:
هناك زاوية مهمة لتقسيم الحديث يؤدي تفعيلها إلى ظهور نتائج عظيمة، يمكن من خلالها فتح أرضية مهمة في اعطاء وجهات النظر وأفكار وآفاق فقهية، وهي زاوية تقسيم الحديث بناءً على السياقات والظروف الاجتماعية التاريخية.
▪تقسيم خاص للشهيد الصدر من زاوية النظر الى الظروف التاريخية:
من وجهة النظر هذه، قام الشهيد الصدر بتقسيم لافت للانتباه.
بالطبع، لا يجب أن نكتفي بهذا التقسيم، بل هناك تقسيمات أخرى يمكن النظر فيها وتقديمها على أساس هذه الزاوية، فرصة تقديمها ليست متاحة الآن.
وعلي أي حال، إن الذي يكون الانتباه إليه مهما، هو أن الشهيد الصدر قد نشّط واستخدم هذه الزاوية التاريخية المهمة ليوفر ويقدم تقسيما للنص، يمكن أن يكون له تأثير هام.
من هذا المنطلق، قام بتقسيم النص إلى نوعين:
1⃣نوع يتضمن حكما شرعيا (يجب اعتباره حكم الدين في جميع الأزمان)
2⃣و نوع يتضمن بيانًا عن إجراء وأداء معين، وفقًا لظروف اجتماعية خاصة كانت موجودة في وقت إصدار النص.
وبتعبير آخر، تقسيمه الى نص يحمل على عاتقه التعبير عن حكم شرعي للأزمان المختلفة، ونص يعكس نشاطا معينا يتعلق بموقف زمني محدد، كان يهدف الى تحقيق المصلحة في ذلك الوقت وفقًا لظروفه.
وهذا التقسيم قد انعكس في كلامٍ له قاله بعد الإشارة الى أنه جاء في الرواية: أن النبي قضى بين أهل المدينة في النخل: لا يمنع نفع بئر، وقضى بين أهل البادية: أنه لا يمنع فضل ماء ولا يباع فضل كلأ، وكلامه هذا:
"وهذا النهي من النبي عن منع فضل الماء والكلأ، يمكن أن يكون تعبيرا عن حكم شرعي عام، ثابت في كل زمان ومكان، كالنهي عن الميسر والخمر. كما يمكن أيضا ان يعبر عن اجراء معين، اتخذه النبي بوصفه ولي الأمر المسؤول عن رعاية مصالح المسلمين، في حدود ولايته وصلاحياته، فلا يكون حكما شرعيا عاما، بل يرتبط بظروفه ومصالحه التي يقدرها ولي الأمر". (اقتصادنا. ٣٩٣).
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٧)
🔸️ثالثا: منع تشكيل الهيمنة والمركزية لبعض المفاهيم في الاستنباط.
لقد قدمنا سابقا ميزتين وفائدتين لوضع عنصر التاريخ في منهجية الاستنباط، وهذه هي الميزة الثالثة والفائدة له.
في الواقع تعود هذه الفائدة إلى الفائدة الأولى -بنوع ما- ولكن نظرًا لأهميتها الكبيرة، من الضروري وضعها وذكرها بشكل مستقل.
وفقًا لهذه الفائدة، إذا لم يستخدم الفقيه عنصر التاريخ في طريقة الاستنباط، فسوف ترتفع وتبرز لديه بعض الأفكار والمفاهيم، بحيث تشكل نقاط التركيز في استنباطاته.
في مثل هذه الحالة، يضع الفقيه - على أساس وجود واستقرار هذه الأفكار التي سيطرت على عقليته- الاستنباط في اتجاه هذه الأفكار ووفقًا لمتطلباتها، ونتيجة لذلك، يفقد أو يهمل في ظل هذه الهيمنة، الكثير من المعلومات التي يجب أن يستخدمها لكي يكون استنباطه دقيقا وقويا.
ونتيجة لذلك، فإن الأفكار والأحكام التي تقدمها هذه الاستنباطات، لا تعكس حكم الدين والشريعة، بل هي أبعد ما تكون عن محتوى الشريعة. وهذا خطر كبير على الفقه والاستنباط.
🔹نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط"
عندما وصلت إلى هذه الفكرة التي ذكرتها (أي: فكرة وصول بعض الأفكار إلى نقطة الهيمنة على عقلية الفقيه، وتأطير وتغيير مصير الاستنباط وفقًا لمتطلباتها) قلت لنفسي ، هل لدى الشهيد الصدر فكرة في هذا الأفق؟ هل قال شيئا عن ذلك أم لا؟ من هذه الزاوية ، بحثت وفحصت أفكاره وكتاباته، وفجأة، توصلت إلى فكرة هي في غاية الأهمية، ورأيت أنها متوافقة للغاية مع الفكرة المذكورة أعلاه، بل بإمكانها اعطاء الفكرة بشكل اكثر عمقا وأبرز أدبياتا وأشد تركيزا على تلك النقطة الأكثر مركزية وأقوى ابرازا لبؤرة الخطر الذي يلقي بظلاله على عملية الاستنباط.
ثم فكرت في اختيار اسم لفكرته، فاستلهمت من كلماته فوضعتها تحت عنوان:
"نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط"
هذه النظرية مهمة جدا ويجب على الجميع التركيز عليها ، لأن الخطر الذي اخترق العديد من الاستنباطات الفقهية اليوم يمكن استكشافه وفهمه في ضوء نظرية الشهيد الصدر هذه.
في المقالة القادمة سأشرح هذه النظرية بإذن الله، وأدعو المفكرين إلى الاهتمام بها.
@manhajah
34.65M حجم رسانه بالاست
مشاهده در ایتا
🔸 نظريه تنقيح مناط نهفته در چند موضوع
(تنقیح مناط چند نصى)
⚞ قسمت اول
💥 ارائه شده در:
جلسه علمی مجازی هیئت اندیشه ورز دین، سلامت و سبک زندگی / مشهد
@manhajah
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٨)
🔹️نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط.
✍ هذه هي نظرية الشهيد الصدر. على الرغم من أنه لم يذكر تفاصيلها وعناصرها وأنه لم يسمها بهذا الاسم، لكنها متاحة ومتوفرة روحها وحقيقتها ومفرداتها بشكل عام في كلماته.
وقد تفطنت الى روحها، فقمت بجمع مفاهيمها وتأليف مفرداتها واعطاء صياغة لها وشرح ابعادها وبلورتها كنظرية وتسميتها باسم مستلهم من بعض تعبيرات هذا المفكر الكبير نفسه، والحمد لله.
أقدم نظريته هذه، في عدة نقاط. في الواقع، بعض هذه النقاط هي أسس النظرية، وبعضها مكوناتها، وبعضها تشير الى نتائج النظرية أو عواقب تجاهلها. وهذه النقاط، كما يلي:
1⃣ النقطة الأولى: ما في النص يمتلك أبعادا تاريخية:
✍ما في النص، سواء كان فكرة أو كلمة، لم يحدث تشكيله بمعزل عن التحولات التاريخية؛ لأن الفكرة أو الكلمة التي في النص، وصلت كل منهما إلينا في هذا العصر، من خلال حركتها في التاريخ، لذلك اتخذت أبعادًا تاريخية، مما يجعلها، تتبلور لنا بحدود معينة.
ببيان آخر، إن الفكرة أو الكلمة الموجودة في النص، تلك التي يريد الفقيه تفسيرها وفهمها والتفكير في معناها ومضمونها وحدودها في الاستنباط، غالبًا ما، تكون محفوفة بالتاريخ وتطوراته وتحولاته مما يجعل لوجودها وحدودها أبعادا تاريخية.
يقول الشهيد الصدر حول علاقة الكلمة الموجودة في النص بالتاريخ:
"كانت الكلمة الأساسية في النص لفظا مشحونا بالتاريخ أي ممتدا ومتطورا عبر الزمن". (اقتصادنا: ٣٨٧).
الذي يلفت النظر هو أن الشهيد لديه تعبير مثير للاهتمام هنا، وهو تعبيره بكونها مشحونة بالتاريخ.
هذا التعبير، دقيق وجميل للغاية، لأنه يعني أن التاريخ تتراكم في الكلمة أو الفكرة، طبقاته وحلقاته فوق بعضها البعض.
⚡ تشبيه لتوضيح المقصود:
إذا أردنا شرح هذا الأمر أكثر، فيمكننا أن نعطي مثالًا ونشبه هذه الفكرة أو الكلمة بشجرة، قد يبلغ عمرها قرونًا.
فالشجرة رغم أنها شيء واحد، (أي: نراها شيء واحدا) إلا أنها تحتوي على تاريخ حضر وتوفر فيها، فحلقات وطبقات هذا التاريخ نفذت في هذه الشجرة، كل منها ينتمي إلى فترة معينة من التاريخ، ويمكن لعالم متخصص تحديد هذه الطبقات وتحديد عمر الشجرة.
لكل سنة، طبقة وحلقة مرتبطة بتلك السنة حدثت في الشجرة، ولتحديد عمرها، يتم البحث عن عدد الحلقات والطبقات فيها، فاذا كان فيها مأة حلقة، فهي شجرة عمرها مائة عام، وإذا كان فيها ألف حلقة، فهي سنها تبلغ ألف سنة، وهكذا.. فنحن نحتاج إلى كسرها وتجزئتها، حتى نصل إلى تاريخها.
فكذلك الكلمة او الفكرة فإنها مليئة بالتاريخ في بعض الأحيان، وفي الواقع ترى وحدة بسيطة منها ، ولكن داخلها توفر اجتماع من طبقات تاريخية مفاهيمية ومواضيعية.
[هذه هي النقطة الاولى، وبقية النقاط في المنشورات القادمة انشاء الله، وطبعا لا تتبين حقيقة النظرية بأكملها الا بعد الانتهاء من جميع النقاط]
@manhajah
17.39M حجم رسانه بالاست
مشاهده در ایتا
🔸نظريه تنقيح مناط نهفته درچندموضوع
(تنقیح مناط چند نصى)
2⃣ قسمت دوم
✍ ارائه شده در:
جلسه علمی مجازی
هیئت اندیشه ورز
دین، سلامت وسبک زندگی
«مشهد»
@manhajah
18.79M حجم رسانه بالاست
مشاهده در ایتا
🔸نظريه تنقيح مناط نهفته درچندموضوع
(تنقیح مناط چند نصى)
3⃣ قسمت سوم
✍ ارائه شده در:
جلسه علمی مجازی
هیئت اندیشه ورز
دین، سلامت وسبک زندگی
«مشهد»
@manhajah
16.07M حجم رسانه بالاست
مشاهده در ایتا
🔸نظريه تنقيح مناط نهفته درچندموضوع
(تنقیح مناط چند نصى)
4⃣ قسمت چهارم
✍ ارائه شده در:
جلسه علمی مجازی
هیئت اندیشه ورز
دین، سلامت وسبک زندگی
«مشهد»
@manhajah
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٩)
🔹️نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط (٢)
👈 النقطة الثانية: لزوم توسيع أبعاد الافكار والتصورات في الاستنباط بما يجعلها تتحرك مع حركة المفاهيم في التاريخ:
ما قلناه كنقطة أولى هو حقيقة أكدها علم منهجية التاريخ، والتحليل الفلسفي للفقه وحركته، ولكن هذه النقطة الثانية هي إظهار وإعطاء عنصر منهجي يجب توفيره في الاستنباط.
وتوضيح هذا: إذا أردنا أن نفهم الواقع المتطور للمفهوم الوارد في النص، في صميم التاريخ ونحقق أبعاده ونفحص مراحله، ونتحرك في التاريخ مع حركته، يجب أن يكون لدينا عنصر منهجي في الاستنباط نكون به قادرين على فهم الحقائق المتعلقة بتطوير المفهوم او الكلمة عبر التاريخ.
والسؤال، ما هو هذا العنصر المنهجي الذي يمكّن الفقيه كي يتحرك برحابة الصدر في التاريخ، مع الحركة التاريخية للمفهوم الوارد في النص؟
الجواب هو عنصر "تزويد عملية الاستنتاج برؤية ذات حالة من التمدد والحركة في أعماق التاريخ"، فقط في هذه الحالة، يمكن للفقيه مراقبة ومتابعة تحولات الكلمة أو الفكرة الواردة في النص.
ببيان ثان، إنه تجاه "حالة امتداد المفهوم في التاريخ"، يجب إعطاء حالة الامتداد التاريخي الى الاستنباط كي يسير ويتحرك مع سعة التاريخ.
💥 كلام الشهيد الصدر
لذلك الذي قلنا، تكمن مشكلة الكثير من الاستنباطات في أنها تفقد العنصر المنهجي المشار إليه.
أما الشهيد الصدر بعد ان كان قد أشار إلى أن المفاهيم الواردة في النص لها أبعاد تاريخية وأنها خضعت لتغييرات تاريخية، يطرح هذه المشكلة بقوله:
"الفقيه الذي لم تمتد أبعاده الفكرية، وتصوراته عن الماضي والحاضر والمستقبل". (اقتصادنا. ٣٨٧).
فعلا قابلیت پخش رسانه در مرورگر فراهم نیست
مشاهده در پیام رسان ایتا
🔸نظريه تنقيح مناط نهفته درچندموضوع
(تنقیح مناط چند نصى)
5️⃣ قسمت پنجم
✍ ارائه شده در:
جلسه علمی مجازی
هیئت اندیشه ورز
دین، سلامت وسبک زندگی
«مشهد»
@manhajah
ماهية التشريع بين نظريتي: كونه إيجاداً اعتباريا وكونه اعتباراً
[نظرة مقارنة بين رأي الامام الخميني ورأي المحقق السيد الخوئي حول ماهية التشريع]
إن دراسة ماهية التشريع هي بحث مبدئي أصولي، وفي هذا الصدد، قد طرحت بعض الأفكار الأصولية من قبل عدد قليل من الشخصيات الأصولية، ولكن في سياق بحوثهم، لا بطريقة مستقلة ومعنونة تحت هذا العنوان. ومن المهم جداً استخلاص أفكار الأصوليين في هذا المجال.
لحسن الحظ، دخل عالمان كبيران في هذا البحث، وهما الإمام الخميني وآية الله السيد الخويي، وقدم كل منهما نظرية خاصة في هذا المجال، فقدم الامام الخميني نظرية كون التشريع إيجادا اعتباريا، وقد السيد المحقق الخوئي نظرية كون التشريع اعتبارا.
وقبل الدخول في هذا البحث، لا بد لي من لفت الانتباه إلى نقاط:
١. طبيعة البحث هنا تنظيرية:
إن الرأي الذي قدمه كل منهما في هذا المجال لا يشكل قاعدة أصولية بل تشكل نظرية أصولية.
٢. تعريف النظرية الأصولية:
النظرية الأصولية هي فكرة أصولية شاملة تثير عقلية الأصوليين وتعطي لهم التفكير والاتجاه والطريق للإثارة والاندفاع والحركة نحو تأسيس أو تنظيم أو تأطير القواعد الاصولية، لذلك فإن للنظرية، مظلة عريضة قد تمتد إلى مساحات فكرية أصولية، بحيث يسير علم الاصول حسب نظرية في اتجاه خاص ويسير في اتجاه آخر حسب نظرية اخرى.
ومثاله نظرية حق الطاعة ونظرية الخطابات القانونية و....
٣. المشكلة القائمة الآن بالنسبة للنظرية الاصولية:
المشكلة هي أن لدينا القليل من التنظير الأصولي ، ونقص وقصور خطيرين في التنظير الأصولي. يجب سد هذا النقص ورفع هذا القصور من قبل المفكرين الأصوليين والفلاسفة الأصوليين.
٤. فائدة النظرية الأصولية:
إن النظريات الأصولية تساهم في جعل القواعد الأصولية متماسكة وفعالة وخادمة للفقه. لذلك، فإن إنشاء وعرض النظريات الأصولية هو محاولة علمية أساسية تخلق الأرضية المناسبة للدخول في تأسيس وتنظيم القواعد الأصولية.
فطالما أن المبادئ الأصولية قد تأسست بدون وجود نظريات أصولية شاملة ، فإن هذه القواعد لا تضمن أنها متناغمة مع بعضها البعض وأنها تهدف إلى أهداف أصولية واضحة.
٥. طبيعة النظرية هنا كلامية:
إن تأسيس النظرية حول التشريع في الواقع تأسيس نظرية كلامية؛ لأن "عمل التنظير" يتمحور حول فعلٍ قام به الشارع والبحث عن فعل الله هو الكلام.
ولكن هذه النظرية الكلامية انما تتم في اجواء علم الاصول؛ لأن مثل هذه النظرية يفيد علم الأصول، بمعنى أننا نريد النظرية هنا للحصول على رؤية دقيقة لما هو واقع التشريع، وذلك بهدف أن نتمكن من الاستفادة من هذه الرؤية في بناء القواعد الأصولية واختيار النهج الأصولي في إنشاء هذه القواعد .
وبما أن الخطاب الكلاسيكي الكلامي لا يتضمن مثل هذه النظرية، بل بالأحرى يأتي الأصولي إليها من منطلق أسئلته التي تهمه، فإن المحاولة التي نقوم بها هنا هي أصولية، فنسمى هذه النظرية بالنظرية الأصولية.
15.57M حجم رسانه بالاست
مشاهده در ایتا
🔸نظريه تنقيح مناط نهفته درچندموضوع
(تنقیح مناط چند نصى)
6️⃣ قسمت ششم
✍ ارائه شده در:
جلسه علمی مجازی
هیئت اندیشه ورز
دین، سلامت وسبک زندگی
«مشهد»
🔹 محورهای بحث:
1- تفاوت تنقیح مناط چند نصی با مذاق شریعت
2- آسیب شناسی عمل استظهار
@manhajah
♦️ نظرية تبدل الموضوع من نافذة الثابت والمتغير
هناك نظرية للإمام الخميني وهي نظرية تبدل الموضوع، وقد أصبحت هذه النظرية معروفة، غير أنها بقدر ما تُعرف، فهي مهجورة من حيث التفسير والتحليل، وبقدر ما تتبلور، فهي متروكة في عملية الاستنباط والاستغلال فيها، فالنظرية ليست مهجورة من حيث العرض والعنوان، ولكنها مهجورة من حيث أنها لم تظهر حقيقتها ولم تنكشف قدرتها على حل مشاكل العصر من وجهة نظر الفقه، ولم تستغل بعد في الاجتهاد.
هذه النظرية المهمة تندرج ضمن النظريات المطروحة في مجال الثابت والمتغير.
وبما أنه يجب أن تتميز كل نظرية تقدم في مجال الثابت والمتغير، بمواصفات مثل: صلاحيتها وفاعليتها وشموليتها وتغطيتها للقضايا المعاصرة، ينبغي الفحص عن هذه المواصفات في نظرية تبدل الموضوع.
والحقيقة أن نظرية تبدل الامام الخميني نظرية كبيرة جدًا تحمل على عاتقها فكرة وعملية تحديد الثابت والمتغير، فإن لها أولا: الوضوح والشفافية، وثانيا: قدرة الأداء والقدرة على تفعيل الفقه متناسبا مع التحولات الاجتماعية، وثالثا: قوة تغطية التطورات الاجتماعية المهمة.
اتحدث عن النظرية في محورين:
- منطلقات النظرية
- مكونات النظرية
أولا: المنطلقات
المبادئ الفكرية لنظرية الإمام هي الأفكار المقبولة في مرحلة ما قبل النظرية، وهي المبادئ التي تشكلت بموجبها وبقبولها هذه النظرية، وبدونها، لن تكون النظرية منطقية، وهي عدة مباديء: غير اني اشير فقط الى مبدئين مهمين من هذه المبادئ:
👈 المبدء الأول: ديمومية واستمرارية الشريعة:
التنظير حول الثابت والمتغير هو فرع الاعتقاد بأن القانون الإلهي مستمر ، لأن الثابت والمتغير هو نظرية يتم تأسيسها وتقديمها وتفعيلها بهدف شرح وتصوير آلية كيفية استمرار الشريعة في سياق الظواهر المتطورة، وما لم نؤمن بديمومة القانون الالهي، فإننا لم نعد بحاجة إلى الحديث عن الثابت والمتغير.
👈المبدأ الثاني: الوظيفية:
الوظيفية تعني فكرة التركيز على فاعلية وأداء الموضوع، وليس على اسمه أو على هيكلته اللفظية أو وجوده التاريخي دون النظر الى مكانه وأداءه في الواقع الاجتماعي.
تقول الوظيفية أنه يجب علينا الانتباه إلى تاثيرات الموضوعات على الانسان وعلى المجتمع.
عندما يحرم القرآن الخمر والميسر بسبب اثمهما (إِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)، يتضح أن نظام التشريع الالهي قد تبنى التركيز على الجانب الوظيفي والأدائي للموضوع؛ ذلك أن الإثم الموجود في الخمر والميسر ليس كامنا في إسمهما ولا في شكلهما ولا في وصفهما المادي بل في أدائهما السلبي، الذي هو نشر العداوة والبغضاء وخلق الحركات المدمرة في المجتمع.
لهذا، ورد عن الفريقين أن حرمة الخمر ليست لاسمها.
"إن الله سبحانه لم يحرم الخمر لاسمها ولكن حرمها لعاقبتها".
ثانيا: المكونات:
اهم مكونات النظرية عبارة عما يلي:
👈 ١. عنصر قبول التحول الاجتماعي:
هناك الكثير يخشون التحولات الاجتماعية من أجل الحفاظ على الشريعة. لهذا السبب عندما تسمع آذانهم تغييرًا أو ترى أعينهم تحولا، يلتقطون أنفسهم بسرعة، ويحدث لديهم نوع من القلق الديني، بل يستقبلون هذه الحالة ويكبرونها لاجل الحفاظ على الدين.
فإنهم إما أن يتجاهلوا التغييرات أو يتخلون عن آثارها أو يحاولون تصغير وتضئيل هذه التحولات.
في الواقع، إنهم يخافون من النظام التكويني الذي لله سبحانه، غافلين عن أن النظام التكويني مليئ بالحركة والتحول، وأن النظامين التكويني والتشريعي متلازمان ومتكاملان.
إنه بحسب تفكير الإمام الخميني الذي تمثل في نظريته المسماة بتبدل الموضوع، يجب قبول التغيير، وتبنيه والانطلاق منه بل الترحيب به.
ببيان آخر، عندما يتحدث الإمام الخميني عن تبدل الموضوع، فقد قبل في مرحلة سابقة، أن المجتمع يتطور وانه ستحدث وتنعكس تطوراته في الموضوعات الاجتماعية، وانه يجب ان ينطلق ويتحرك الاجتهاد منه.
👈 ٢. عنصر ظهور التغيير في اداء الموضوعات بسبب تأثير النظم الاجتماعية:
اليوم، يعتقد علماء الاجتماع أنه يتم تشكيل وتنظيم السلوكيات الانسانية في المجتمع في إطار ينظمه البناء الاجتماعي، وبما أن البناء الاجتماعي يتضمن عددًا من الأنظمة الاجتماعية، مثل الاقتصادية والثقافية ، ... فإن القضايا الاجتماعية المختلفة، والظواهر البشرية المتعددة، مترابطة داخل هذه النظم الاجتماعية وتتفاعل مع بعضها البعض وتتقاسم التأثير مع بعضها البعض.
وفقًا لذلك، يمكن القول إن الأنظمة الاجتماعية، تؤثر على الموضوعات التي يتم وضعها في المجتمع. وهذا التاثير يعني انه يتم التغيير في الموضوع الذي كان له موقع وظيفي وأدائي خاص في النظام الاجتماعي السابق والمنصرم.
وبسبب هذا التغيير، يصبح موضوعا ذا اداء آخر في إطار النظام الاجتماعي الجديد.
ولقد اتخذ الإمام الخميني هذه الفكرة العلمية (التي طرحت وقدمت في علم الاجتماع) بالضبط كفكرته الأساسية للانطلاق الى نظريته عن الزمان والمكان في الاجتهاد، هو يقول:
"قد يكون
للموضوع، الذي كان له في السابق حكم معين، حكم جديد في ظل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة في نظام ما".
👈 ۳. عنصر حصول التغيير في موضوع الحكم لا نفس الحكم.
ان الامام الخميني لا يرى أن هذا التغيير يتم في الشريعة نفسها بل يرى انه يحدث في الموضوعات، فالموضوعات في الأساس هي ممثلات للظواهر الاجتماعية، بمعنى او التحولات الاجتماعية تنعكس على الموضوعات. فالموضوع هو مكان التحول ونقطة تظهر التطورات الاجتماعية فيها.
👈 ٤. الرابط بين الثابت والمتغير، هو الحكم:
في الواقع وحسب تحليل علمي، في رأي الامام الخميني، نحن نواجه ثلاثة اشياء: الثابت، والمتغير، والمتحرك.
اما الثابت فهو الشريعة، فإنها لا تتغير وهي مستقرة، واما المتغير فهو الموضوع الذي يقبل التغيير في ظل النظم الاجتماعية، وأما المتحرك فهو الحكم. فالحكم يربط المتغير الذي هو الموضوع بالثابت الذي هو الشريعة، فالحكم لا ينعدم بل يتبع موضوعه، فيذهب بذهابه وياتي باتيانه.
👈 ٥. احاطة المجتهد:
من منطلق التاثيرات التي تتركها الانظمة الاجتماعية على الموضوعات يجب على الفقيه المعرفة بهذه التاثيرات وعملية تبدل الموضوعات عبرها، يقول الامام الخميني: يجب أن يحيط المجتهد بقضايا عصره.
[هذا شرح إجمالي لنظرية التبدل والتفصيل موكول الى مجاله].
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (١٠)
🔹️نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط (٣)
👈 النقطة الثالثة: خطوات تشكيل العملية المنتهية إلى التقديس الكاذب:
قلنا سابقًا إنه نظرًا لأن كل كلمة أو فكرة مذكورة في النص، تمتلك "مفهوما حركيا واسعا بقدر سعة التاريخ"، فيجب منهجيا أن نتعامل مع هذه الكلمة او الفكرة، تعاملا قائما على استغلال"النظرة ذات السعة التاريخية"، والآن نضيف: إذا لم نلاحظ هذا العنصر المنهجي (وجود رؤية واسعة تستوعب الاتساع التاريخي للكلمة او الفكرة)، فإنه تنتج عن ذلك نتيجة خطيرة وهي بدء عملية تقودنا - شئنا أم لم نشأ- إلى التقديس الكاذب.
💥 سؤال: ما هي هذه العملية التي تحدث عندما يتم تجاهل العنصر المنهجي المشار إليه؟
💥الجواب: إذا أردنا رسم العملية التي تؤدي - بحسب وجهة نظر الشهيد الصدر- إلى "تكوين قداسة زائفة لفكرة أو كلمة ما في نظر الفقيه"، يجب أن نقول إن هذه العملية تتكون من الخطوات التالية:
🔹️الخطوة الأولى: تشكيل عملية الاستنباط دون حضور عنصر "النظر الى التاريخ وتطوراته" في منهجية هذه العملية:
الذي يتم في البداية، هو تجاهل عنصر النظر في التاريخ، وعدم الانتباه إلى حركة فكرة ما أو كلمة ما في سياق التاريخ والتحولات التي حدثت في هذه الحركة.
وكما قلنا يعبر الشهيد الصدر عن مثل هذا الفقيه الذي يهمل التاريخ وتطور المفهوم التاريخي بقوله: "الفقيه الذي لم تمتد أبعاده الفكرية، وتصوراته عن الماضي والحاضر والمستقبل".
🔹️ الخطوة الثانية: الانطلاق داخل سياق خاص زمني:
الفقيه الذي أهمل النظر إلى التاريخ، يركز بشكل تلقائي وطبيعي على جزء من التاريخ أو زمنه الذي يعيش فيه، لذلك يتعامل مع الفكرة أو الكلمة المذكورة في النص من هذا المنظور.
والشهيد الصدر يعبر عن الذي في قبال التاريخ، والذي يوجه الفقيه نظرته اليه، ويحبس ويحصر هذه النظرة فيه، بـ "الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الممارس".(اقتصادنا. ٣٨٧).
🔹️الخطوة الثالثة: الاستسلام والخضوع للمعلومات المتشكلة داخل ذلك السياق الخاص:
ليس المقصود الاستسلام الاختياري، بل الاستسلام العفوي لهذه المعلومات التي تتشكل داخل سياق مقطع خاص من التاريخ، ماضيا كان او حاضرا.
ببيان آخر، إن هذا الموقف اللاواعي الذي يمتلكه الفقيه حيال كلمة أو فكرة، يعتمد على معلومات محدودة تم تلقيها على أساس تركيزه على مقطع معين من التاريخ، أو على المقطع الزمني الذي يعيش فيه.
@manhajah
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (١١)
🔸️نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط (٤)
🔹️ الخطوة الرابعة: تشكيل إطار فكري خطير للفقيه:
بعد أن أدى "تجاهل الفقيه لعنصر التاريخ في منهجيته" إلى فقدانه للمعلومات الواسعة المتأصلة في التاريخ، يحدث في الاستنباط تحول خطير، وهو تكوّن إطار فكري للفقيه ينبثق من تلك الأفكار المحدودة التي عكف عليها، والتي أخذها إما واقعه المعاش أو من جزء من التاريخ بصورة ناقصة او من اي جهة أخرى.
💥 كلام الشهيد الصدر في ذلك:
سمي الشهيد الصدر الاستنباط في هذه الحالة بـ "الاستنباط في إطار فكري مستعار"، وقال: "هذا الإطار قد يكون منبثقا عن الواقع المعاش، وقد لا يكون". ( اقتصادنا: ۳۸۵).
مقصوده من انبثاق الاطار من غير الواقع المعاش، هو إما الانبثاق من فترة من فترات التاريخ (في قبال الانبثاق من المعلومات المأخوذة من كل التاريخ)، أو انبثاق هذا الإطار الفكري من سبب خاص ما.
وأيا كان، فان الفقيه عندما يحرم من الحقائق المخبأة في قلب التاريخ حول فكرة أو كلمة، فإنه يتحول الوضع بالنسبة اليه إلى ان يتشكل ويتكون له إطار فكري، من دون فرق بين أن ينبثق هذا الاطار من المقطع الذي يعيش فيه، أو من فترة محدودة من فترات التاريخ، أو من سبب آخر.
💥 الدور الذي يلعبه الإطار الفكري في الاستنباط:
هذا الإطار الفكري يتحول إلى نقطة انطلاقٍ ومنصة للقفز للفقيه في الاستنباط، فيصبح يلعب دورا ردعيا أو تنسيقيا.
بمعنى أنه اما لا يسمح أساسا أن يرى هذا الفقيه المعلومات التي تقع خارج ذلك الإطار، انطلاقا من أنه يدمر فيه قوة البحث الحر عما هو خارج ذلك السياق الذي ترسخ في عقليته.
أو أنه إذا كان مضطرا بدليل ما، أن يرى أفكارا خارج الإطار، فهو يحاول اعادة إنشاء وبناء وتصنيف وتفسير تلك المعلومات التي لا تتلائم مع ذلك الإطار، بما يجعلها متلائمة معه.
💥 تعريض الأطار الفكري، النصوص الدينية للإهمال أو لسوء الاستخدام أو لسوء الفهم:
في بعض الأحيان يكون نطاق "تركيز الفقيه على الإطار الفكري المشارإليه" شديدًا جدًا لدرجة أنه يعرض للخطر عملية التوجه الى النصوص الدينية أو الاستفادة منها، بحيث يصبح الفقيه إما لا يرى نصًا لا يتلائم مع هذا الإطار على الإطلاق ، أو إذا رآه يستخدمه أو ينحته ويؤطره وفقًا للإطار.
💥 كلام الشهيد الصدر:
يقول الشهيد الصدر في ذلك: "يحاول الممارس أن يفهم النص ضمن ذلك الإطار المعين، فإذا وجده لا ينسجم مع إطاره، أو لا تصطدم به على أقل تقدير...." ( اقتصادنا: ۳۸۵)
@manhajah
♦️ عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر ( ١٢)
🔹️ نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط (٥)
💥 لم تكن آنذاك فلسفة الفقه:
عندما قدم الشهيد الصدر تحليله وفكرته حول "تشكيل الإطار الفكري للفقيه بسبب المعلومات التي يحصل عليها"، وتحدّث عن خطورة ذلك وانعكاساته على مسار الاستنباط، وتأثيره في نقل حركة الفقه في اتجاهات معينة، لم تظهر آنذاك فلسفة الفقه بعد كعلم، بل لم يكن هناك حتى اسم فلسفة الفقه على اللسان العلمي، لأن فلسفة الفقه قد تشكلت أخيرا كعلم في حوزة قم.
💥 طرح فكرة الشهيد الصدر في إطار ادبيات ولغة فلسفة الفقه:
صحيح أنه لم تكن آنذاك فلسفة الفقه، لكن أدبيات الشهيد الصدر أدبيات عميقة فلسفية، وفي الوقت نفسه، إذا أردنا تقديم فكرة الشهيد الصدر عن الإطار الفكري للفقيه في قالب الأدبيات الجديدة المتبلورة لفلسفة الفقه ونشرحها بلغة هذه الفلسفة، ينبغي القول إن عمليةً يتحدث عنها الشهيد الصدر تتشكل مما يلي:
١. تشكيل المنهج الفقهى بشكل غير كامل وبعيدا عن العنصر التاريخى.
٢. حصول الفقيه على معلومات بناءً على ظروف الوقت الذي يعيش فيه، أو بناءً على وجهة نظر غير مكتملة لجزء من التاريخ، أو لأي سبب آخر.
٣. صنع الفقيه فكرة على اساس المعلومات غير الصحيحة او غير المكتملة التي حصل عليها.
٤. قبول هذه الفكرة، وتبنيها وتصديقها من قبل هذا الفقيه.
٥. ذهاب هذا الفكر المقبول والمصنوع نحو الاستقرار، وصيرورته فكرة مفترضة ومسبقة ومتجذرة.
٦. حصول وصفي الاطارية والمعيارية للفكرة:
عندما لبس الفكر، لباس الفكرة المسبقة، يحصل له وصفان، وهما: "الاطارية" و"المعيارية".
اما وصف الاطارية فهو بسبب أن لكل فكرة إطار، فقبول فكرة ما، يعني تبني اطارا فكريا، واما وصف المعيارية، فهو لأجل أن أي فكرة اصبحت افتراضية مسبقة، فهي في الواقع أصبحت معيارا قياسيًا يعطي زاوية للنظر، ونافذة للرؤية، ومنصة للقفز نحو التفسير، ومهما كان تعبيرنا ( زاوية أو نافذة أو قفزة) فإن الفكرة تصبح معيارا فتلاحظ الأفكار الأخرى على اساسها، وتأخذ المعلومات الجديدة التي يتم اكتشافها واكتسابها لون هذه الفكرة المسبقة، وحتى أنه يذهب الامر إلى حد يتم فهم النص الشرعي بناءً على هذه الأفكار الافتراضية المسبقة.
💥 بلوَرَ الشهيد أحد الوصفين:
لذلك الذي قلناه، إن الإطار الفكري الذي يتحدث عنه الشهيد الصدر هو في الواقع احد وصفي الفكرة التي تم صنعها (بناءً على سلسلة من المعلومات) اولا، وتم قبولها ثانيا، وتم رسوخها ونفوذها كنقطة الانطلاق والحركة للفقيه ثالثا، فانه بهذه الخطوات، تتبلور الفكرة في سياق الوجود مع وصفين مهمين، وهما:
أ- الاطارية، أي: انها تهيمن على عقلية الفقيه فتعطي اليها إطارا للحركة.
ب- المعيارية: أي أنها تصبح معيارا لتقييمات الفقيه وتحليلاته وتفسيراته حتى بالنسبة الى النصوص.
♦️عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (١٣)
🔸️ نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط (٦)
🔹️ الخطوة الخامسة: ارتداء ثوب القداسة:
في الواقع ، هذه هي الخطوة الأكثر خطورة بين الخطوات. من خلال الانتباه إلى هذه الخطوة ، يصبح من الواضح: كيف يحدث أن الفكرة التي يمكن التشكيك في جوهرها أو التشكيك في أبعادها، تتبلور وتستقر على أنها فكرة مقدسة للغاية ، بحيث توجه الفقيه وتقوده إلى المحاولة لجعل كل شيء متسقًا معها ، أي مع الفكرة.
والواقع أنه إذا ركز فقيه (أو فقهاء، عبر التاريخ)، على "إطار فكري خاص" ، فقد يزيد هذا التركيز وتزداد حدته، بحيث يتم الاتجاه نحو تقديس هذا المفهوم المنبثق عن ذلك الإطار الفكري.
يقول الشهيد الصدر:
"... الإطار الفكري الذي يشع بتقديس ...". (اقتصادنا، ٣٨٥).
💥 مثال:
ويذكر الشهيد الصدر كمثال لذلك على أن بعض الفقهاء ينظرون إلى الملكية الخاصة على أنها فكرة مقدسة لا جدال فيها في جميع الظروف، وقد ذهب هذا التقديس إلى حد جعل فكرة الملكية متجذرة في عقلية هؤلاء الفقهاء بحيث كلما واجهوا نصًا دينيًا يدل على تحديد هذه الملكية أو تحديد تصرف المالك في موارد أو في مواضع، يحاولون تغيير الإطار المفاهيمي لهذا النص بطريقة تتوافق مع هذا الإطار الذي بدا لهم كإطار مغلق للملكية لا يمكن التشكيك فيه، يقول:
وقد "رأينا سابقا كيف أهملت نصوص تحد من سلطة المالك، وتسمح أحيانا بانتزاع الأرض منه، وفضل عليها غيرها، لمجرد أن تلك النصوص لا تتفق مع الإطار الفكري، الذي يشع بتقديس الملكية الخاصة بدرجة يجعلها فوق سائر الاعتبارات". (اقتصادنا، ٣٨٥).
💥 كيفية تولد القداسة الزائفة:
هناك نوعان من القداسة الكاذبة:
الأول: القداسة الكاذبة التاريخية؛ بهذا المعنى، فإن الفقيه - الذي لديه الآن فكرة مقدسة كاذبة - لم يخلقها ، أي أن عقليته لم تتحرك نحو جعل هذه القداسة ، ولكن في البداية ، آخرون من الفقهاء طوال التاريخ شكلوا هذه القداسة تدريجيًا (مثل هذه القدسية التي للملكية الخاصة)، والفقيه الذي يعيش الآن فهو يرث هذه الفكرة التاريخية التي أصبحت مقدسة عبر التاريخ.
الثاني: الفقيه نفسه يخلق القداسة، أي أنه تصبح فكرة ما مقدسة في عقله تدريجيًا.
والغالب هو القسم الأول؛ حيث إننا إذا حللنا التاريخ ، نجد أن القدسيات الكاذبة تشكلت تدريجيًا ، مما يعني أنه في البداية، لم يكن ما في البين أكثر من كون الفكرة يقينية، ولكن هالة القداسة تشكلت تدريجيًا حولها.
لم يشر الشهيد الصدر الى ذلك، ولكن له هنا تعبير رائع، حيث يصف الإطار الفكري بكونه مشعا بالتقديس، يقول: "الإطار الفكري، الذي يشع بتقديس الملكية الخاصة". (اقتصادنا، ٣٨٥).
يشير هذا التعبير إلى أن الإطار ، باعتباره إطارًا ، يتم على أساسه تشكيل العملية العقلية لدى الفقيه، تشع هذه العملية باستمرار بالقدسية لفكرة الملكية الخاصة، فتلهمها وتلقنها وتجذرها في عقلية الفقيه أو الفقهاء.
sakhtar e feqh.mp3
8.08M
🔶 ضرورت بازسازی ساختار فقه و عناصر سه گانه اين بازسازى
@manhajah