✍ تقریظ علامه طباطبایی بر کتاب المراقبات میرزا جواد آقا ملکی تبریزی ◽️اللهم ربنا لك الأسماء الحسنی، و الأمثال العليا، و الكبرياء و الآلاء، ربنا إنا نحمدك بما حمدت به نفسك، و نثني عليك بما أثنيت به على نفسك، و نصلي على عبدك و رسولك محمد و آله ربنا و نسألك أن لاتزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وأن تهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ◽️فهذه أسطر أعلقها على كتاب أعمال السنة للعلم الحجة الآية، لمرحوم، الحاج الميرزا جواد آقا الملكي التبريزي، و لست أريد بها أن أمدح هذه الصحيفة الجليلة، أو أثني على مؤلفه العظيم، فليست هي إلا بحرة زاخرة لا يوزن بمن و لا صاع، و لا هو إلا علما شامخا لا يقدر بشبر أو ذراع، و كفى بالقصور عذرا و باليأس عن البلوغ راحة، و إنما أريد أن أواجه إخواني من أهل الولاء، سادتي من أرباب الصدق والصفاء، بما فيه بعض التذكرة و إن الذكرى تنفع المؤمنين. ◽️يا إخواني! ما الحياة الدنيا إلا لعب و لهو، و إن الدار الآخرة لهي الحيوان، و لا وظيفة للإنسان في أدون حياتيه - إن كان إنسانا - إلا التجهز للأخري، و سلوك سبيل القربي فليس عليه إلا سمة العبودية ، و رسم الرقية و المذلة و لا حجاب بينه و بين ربه، ولا مناص من المثول بين يديه.  ◽️فعليه أن يقف موقف المسكنة، و ينصب من نفسه شاخص العبودية، يقيم وجهه لرب العزة، و يستقبل ساحة الكبرياء و العظمة، و يتقرب إليه بأسمائه الحسنی و صفاته و وسائل الدعاء. ◽️و يتوسل إليه بالمراقبة في مختلف الليالي والأيام، والشهور و الأعوام، يتعرض لنفحات أنسه، ونسائم قدسه، كما قال (ص): إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها و لاتعرضوا عنها. ◽️فهذه لعمري هي سيرة السابقين المقربين، من رفقة هذا الطريق: طريق العبودية، أعني محمدا و آله الطاهرين، و سائر النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين، و حسن أولئك رفيقا. ◽️و ما بين أيديكم من الكتاب من أحسن ما عمل في هذا الشأن ففيه لطائف ما يراقبه أهل ولاية الله، و رقائق ما یهج في قلوب الوالهين في محبة الله، و جمل ما يلوح للرائضين في عبادة الله، نور الله مرقد مؤلفه العظيم، و أفاض عليه من سحائب رحمته و مغفرته، و ألحقه بنبیه وآله الطاهرين. @almorsalaat