💢معنای ذکر چیست؟ منظور از «ذکر شدید» چیست؟ تفاوت نسیان و غفلت چیست؟ چرا به اوراد، ذکر میگویند؟ معنای «فاذکرونی» چیست؟ آیا ذکر، مراتبی دارد؟ 🎙علامه طباطبایی ❇️لما امتن الله تعالى على النبي و المسلمين، بإرسال النبي الكريم منهم إليهم نعمة لا تقدر بقدر و منحة على منحة - و هو ذكر منه لهم - إذ لم ينسهم في هدايتهم إلى مستقيم الصراط‍‌، و سوقهم إلى أقصى الكمال، و زيادة على ذلك، و هو جعل القبلة، الذي فيه كمال دينهم، و توحيد عبادتهم، و تقويم فضيلتهم الدينية و الاجتماعية فرع على ذلك دعوتهم إلى ذكره و شكره، ليذكرهم بنعمته على ذكرهم إياه بعبوديته و طاعته، و يزيدهم على شكرهم لنعمته و عدم كفرانهم، و قد قال تعالى «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ‌ إِذا نَسِيتَ‌ وَ قُلْ‌ عَسى‌ أَنْ‌ يَهْدِيَنِ‌ رَبِّي لِأَقْرَبَ‌ مِنْ‌ هذا رَشَداً» : الكهف-٢٤. و قال تعالى «لَئِنْ‌ شَكَرْتُمْ‌ لَأَزِيدَنَّكُمْ‌» : إبراهيم-٧، و الآيتان جميعا نازلتان قبل آيات القبلة من سورة البقرة. ❇️ثم إن الذكر ربما قابل الغفلة كقوله تعالى «وَ لا تُطِعْ‌ مَنْ‌ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ‌ عَنْ‌ ذِكْرِنا» : الكهف-٢٨. و هي انتفاء العلم بالعلم، مع وجود أصل العلم، فالذكر خلافه، و هو العلم بالعلم، و ربما قابل النسيان و هو زوال صورة العلم عن خزانة الذهن، فالذكر خلافه، و منه قوله تعالى «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ‌ إِذا نَسِيتَ‌ الآية». و هو حينئذ كالنسيان معنى ذو آثار و خواص تتفرع عليه، و لذلك ربما أطلق الذكر كالنسيان في موارد تتحقق فيها آثارهما و إن لم تتحقق أنفسهما، فإنك إذا لم تنصر صديقك - و أنت تعلم حاجته إلى نصرك فقد نسيته، و الحال أنك تذكره، و كذلك الذكر. ❇️و الظاهر أن إطلاق الذكر على الذكر اللفظي من هذا القبيل، فإن التكلم عن الشيء من آثار ذكره قلبا، قال تعالى «قُلْ‌ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ‌ مِنْهُ‌ ذِكْراً» : الكهف-٨٣. ❇️و نظائره كثيرة، و لو كان الذكر اللفظي أيضا ذكرا حقيقة فهو من مراتب الذكر، لأنه مقصور عليه و منحصر فيه، ❇️و بالجملة: الذكر له مراتب كما قال تعالى «أَلا بِذِكْرِ اللّهِ‌ تَطْمَئِنُّ‌ الْقُلُوبُ‌» : الرعد-٢٨، و قال «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ‌ فِي نَفْسِكَ‌ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً‌ وَ دُونَ‌ الْجَهْرِ مِنَ‌ الْقَوْلِ‌» : الأعراف-٢٠٥، و قال تعالى «فَاذْكُرُوا اللّهَ‌ كَذِكْرِكُمْ‌ آباءَكُمْ‌ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً : البقرة-٢٠٠، فالشدة إنما يتصف به المعنى دون اللفظ‍‌، و قال تعالى «وَ اذْكُرْ رَبَّكَ‌ إِذا نَسِيتَ‌ وَ قُلْ‌ عَسى‌ أَنْ‌ يَهْدِيَنِ‌ رَبِّي لِأَقْرَبَ‌ مِنْ‌ هذا رَشَداً» : الكهف-٢٤. ❇️و ذيل هذه الآية تدل على الأمر برجاء ما هو أعلى منزلة مما هو فيه، فيئول المعنى إلى أنك إذا تنزلت من مرتبة من ذكره إلى مرتبة هي دونها، و هو النسيان، فاذكر ربك و ارج بذلك ما هو أقرب طريقا و أعلى منزلة، فينتج أن الذكر القلبي ذو مراتب في نفسه، و بذلك يتبين صحة قول القائل: إن الذكر حضور المعنى عند النفس، فإن الحضور ذو مراتب. ❇️و لو كان لقوله تعالى: فَاذْكُرُونِي -و هو فعل متعلق بياء المتكلم حقيقة من دون تجوز أفاد ذلك، أن للإنسان سنخا آخر من العلم غير هذا العلم المعهود عندنا الذي هو حصول صورة المعلوم و مفهومه عند العالم، إذ كلما فرض من هذا القبيل فهو تحديد و توصيف للمعلوم من العالم، و قد تقدست ساحته سبحانه عن توصيف الواصفين، قال تعالى «سُبْحانَ‌ اللّهِ‌ عَمّا يَصِفُونَ‌ إِلاّ عِبادَ اللّهِ‌ الْمُخْلَصِينَ‌» : الصافات-١٦٠، و قال: «وَ لا يُحِيطُونَ‌ بِهِ‌ عِلْماً» : طه-١١٠، و سيجيء بعض ما يتعلق بالمقام في الكلام على الآيتين إن شاء الله. 📚المیزان ج اول. ص ۳۴۰ 🌐المرسلات، از مقدمات تا اجتهاد https://eitaa.com/joinchat/912326691Cd7b7696c9b