سند و متن حدیث۲) الف و قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ» تأويله‏ مَا ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ صُورَةً لَفْظُهُ قَالَ: [عن زراره قال:] سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص: إِنَّ مَارِيَةَ يَأْتِيهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا؛ وَ لَطَخَتْهَا بِالْفَاحِشَةِ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ: إِنْ كُنْتِ صَادِقَةً فَأَعْلِمِينِي إِذَا دَخَلَ إِلَيْهَا. فَرَصَدْتُهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ عَمِّهَا أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص؛ فَقَالَتْ: هُوَ الْآنَ عِنْدَهَا. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً ع فَقَالَ: يَا عَلِيُّ خُذِ السَّيْفَ فَإِنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَهَا فَاضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ فَأَخَذَ عَلِيٌّ ع السَّيْفَ وَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا بَعَثْتَنِي فِي الْأَمْرِ أَكُونُ كَالسَّفُّودِ الْمَحْمِيِّ فِي الْوَبَرِ أَوْ أَثَّبَّتُ؟ فَقَالَ: لَا بَلْ تَثَّبَّتُ. قَالَ فَانْطَلَقَ ع وَ مَعَهُ السَّيْفُ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ وَجَدَهُ مُغْلَقاً فَأَلْزَمَ عَيْنَهُ نَقْبَ الْبَابِ. فَلَمَّا رَأَى الْقِبْطِيُّ عَيْنَ عَلِيٍّ ع فِي الْبَابِ فَزِعَ وَ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ؛ فَصَعِدَ نَخْلَةً وَ تَسَوَّرَ عَلَى‏ الْحَائِطَ. فَلَمَّا رَأَى الْقِبْطِيُّ عَلِيّاً ع وَ مَعَهُ السَّيْفُ حَسَرَ عَنْ عَوْرَتِهِ؛ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ. فَصَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِوَجْهِهِ عَنْهُ ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَا رَأَى. فَتَهَلَّلَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُعَافِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْ سُوءِ مَا يُلَطِّخُونَّا بِهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى‏ ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ». فَقَالَ زُرَارَةُ: إِنَّ الْعَامَّةَ يَقُولُونَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَأَخْبَرَهُ عَنْ بَنِي خُزَيْمَةَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: يَا زُرَارَةُ أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَ لَهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ؟ فَهَذَا الَّذِي فِي أَيْدِي النَّاسِ ظَهْرُهَا وَ الَّذِي حَدَّثْتُكَ بِهِ بَطْنُهَا. 📚تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص584-585 @yekaye