ادامه پیام قبلی
متن عربی:
بحار الأنوار عن محمّد ابن الحنفيّة: لَمّا كانَت لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ و أظلَمَ اللَّيلُ وهِيَ اللَّيلَةُ الثّانِيَةُ مِنَ الكائِنَةِ جَمَعَ أبي أولادَهُ و أهلَ بَيتِهِ ووَدَّعَهُم ... ثُمَّ عَرَضنا عَلَيهِ المَأكولَ وَالمَشروبَ فَأَبى أن يَشرَبَ فَنَظَرنا إلى شَفَتَيهِ وهُما يَختَلِجانِ بِذِكرِ اللّهِ تَعالى، #وجَعَلَ_جَبينُهُ_يَرشَحُ_عَرَقاً وهُوَ يَمسَحُهُ بِيَدِهِ،
قُلتُ: يا أبَتِ أراكَ تَمسَحُ جَبينَكَ فَقالَ: يا بُنَيَّ، إنّي سَمِعتُ جَدَّكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ: إنَّ المُؤمِنَ إذا نَزَلَ بِهِ المَوتُ ودَنَت وَفاتُهُ عَرِقَ جَبينُهُ وصارَ كَاللُّؤلُؤِ الرَّطبِ وسَكَنَ أنينُهُ،
ثُمَّ قالَ: يا أبا عَبدِ اللّهِ ويا عَونُ، ثُمَّ نادى أولادَهُ كُلَّهُم #بِأَسمائِهِم_صَغيراً_وكَبيراً واحِداً بَعدَ واحِدٍ، وجَعَلَ يُوَدِّعُهُم ويَقولُ: اللّهُ خَليفَتي عَلَيكُم، #أستَودِعُكُمُ_اللّهَ وهُم يَبكونَ،
فَقالَ لَهُ الحَسَنُ عليه السلام: يا أبَه، ما دَعاكَ إلى هذا؟ فَقالَ لَهُ: يا بُنَيَّ إنّي رَأَيتُ جَدَّكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَنامي قَبلَ هذِهِ الكائِنَةِ بِلَيلَةٍ، فَشَكَوتُ إلَيهِ ما أنَا فيهِ مِنَ التَّذَلُّلِ وَالأَذى مِن هذِهِ الامَّةِ،
فَقالَ لي: ادعُ عَلَيهِم، فَقُلتُ: #اللّهُمَّ_أبدِلهُم_بي_شَرّاً_مِنّي و أبدِلني بِهِم خَيراً مِنهُم،
فَقالَ لي: قَدِ استَجابَ اللّهُ دُعاكَ، سَيَنقُلُكَ إلَينا بَعدَ ثَلاثٍ، وقَد مَضَتِ الثَّلاثُ، يا أبا مُحَمَّدٍ اوصيكَ ويا أبا عَبدِ اللّهِ خَيراً، فَأَنتُما مِنّي و أنَا مِنكُما ...ثُمَّ قالَ: يا أبا مُحَمَّدٍ ويا أبا عَبدِ اللّهِ كَأَنّي بِكُما #وقَد_خَرَجَت_عَلَيكُما_مِن_بَعدي_الفِتَنُ مِن ههُنا، فَاصبِرا حَتّى يَحكُمَ اللّهُ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ.
ثُمَّ قالَ: يا أبا عَبدِ اللّهِ #أنتَ_شهید_هذِهِ_الامَّةِ؛ فَعَلَيكَ بِتَقوَى اللّهِ وَالصَّبرِ عَلى بَلائِهِ، ثُمَّ اغمِيَ عَلَيهِ ساعَةً، و أفاقَ
وقالَ: #هذا_رَسولُ_اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَمّي حَمزَةُ و أخي جَعفَرُ و أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وكُلُّهُم يَقولونَ: #عَجِّل_قُدومَكَ_عَلَينا فَإِنّا إلَيكَ مُشتاقونَ، ثُمَأدارَ عَينَيهِ في أهلِ بَيتِهِ كُلِّهِم
و قالَ: #أستَودِعُكُم_اللّهُ_جَميعاً سَدَّدَكُمُ اللّهُ جَميعاً حَفِظَكُمُ اللّهُ جَميعاً، خَليفَتي عَلَيكُمُ اللّهُ وكَفى بِاللّهِ خَليفَةً.ثُمَّ قالَ: وعَلَيكُمُ السَّلامُ يا رُسُلَ رَبّي.ثُمَّ قالَ: «لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ» «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» وعَرِقَ جَبينُهُ وهُوَ يَذكُرُ اللّهَ كَثيراً، وما زالَ يَذكُرُ اللّهَ كَثيراً ويَتَشَهَّدُ الشَّهادَتَينِ.ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ وغَمَّضَ عَينَيهِ ومَدَّ رِجلَيهِ ويَدَيهِ وقالَ: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، و أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، ثُمَّ قَضى نَحبَهُ عليه السلام.و كانَت وَفاتُهُ في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ، وكانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ سَنَةَ أربَعينَ مِنَ الهِجرَةِ.
@rozehayemaktoub