📌معنای «ملک» و «شیطان» و معنای «وسوسه» و «الهام» در شریعت/ خواطر و خیالات در باطن و نفس انسان تاثیر میگذارند/ شیطان، مبدأ خواطر شر و ملک، مبدأ خواطر خیر/ نفس انسان هم قابلیت ارتباط و اتحاد با ملک را دارد و هم قابلیت اتحاد با شیطان/ اما اکثر نفوس، تحت تسلط شیطان در آمده اند 🔰صدرالمتالهین شیرازی 🌀...قال بعض علماء الإسلام: 🌀اعلم أن الجوهر النطقي من الإنسان المسمى بالقلب الحقيقي مثاله مثال هدف ينصب إليه السهام من الجوانب، أو مثل مرآة منصوبة يجتاز عليها أصناف الصور المختلفة، فيرى فيه صورة بعد صورة لا يخلو عنها دائما. 🌀و مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر كالحواس الخمس و إما من الباطن كالخيال و الشهوة و الغضب و الأخلاق و الصفات الذميمة. 🌀فإنه مهما أدرك بالحواس شيئا حصل منها أثر في القلب، و كذلك إذا هاجت الشهوة و الغضب حصل من كل منهما أثر في القلب. 🌀و إن كف عن الإحساس فالخيالات الحاصلة في النفس تبقى و ينتقل المتخيلة من شيء إلى شيء. 🌀و بحسب انتقالها ينتقل باطن الإنسان من حال إلى حال فباطنه إذن في التغير دائما من هذه الأسباب. 🌀و أحضر الأسباب الحاصلة فيه هي الخواطر و الأفكار، أي الأذكار التي هي من أنواع الإدراكات و العلوم، إما على سبيل الورود التجددي، و إما على سبيل التذكر من المحفوظات في الحافظة. 🌀و هذه الخواطر هي المحركات للإرادات، فإن النية و العزم و الإرادة بعد حضور المنوي بالبال. 🌀فمبدأ الأفعال الخواطر، ثم الخاطر يحرك الرغبة و الرغبة تحرك العزم، و العزم يحرك النية و النية تحرك الأعضاء. 🌀فإذا تمهدت هذه المقدمة نقول: إن الخواطر المحركة للرغبة في قلب الإنسان ينقسم إلى ما يدعو إلى الخير، أعني ما ينتفع في الدار الآخرة، و إلى ما يدعو إلى الشر و هو ما يضر في العاقبة. 🌀فهما خاطران مختلفان، فافتقرا إلى اسمين مختلفين. فالخاطر المحمود يسمى إلهاما. و الخاطر المذموم وسواسا. 🌀ثم إنك تعلم أن هذا الخاطر حادث، و كل حادث لا بد لإمكانه من سبب. و مهما اختلفت المعلومات دل على اختلاف العلل. و هذا مع قطع النظر عن الأبحاث البرهانية معروف في سنة الله تعالى و عادته في ترتب المسببات على الأسباب. 🌀...كذلك لأنوار القلب و ظلماته سببان مختلفان، فسبب الخواطر الداعية إلى الخير يسمى في عرف الشريعة "ملكا "و سبب الخاطر الداعي إلى الشر يسمى "شيطانا"، و اللطف الذي به يتهيأ القلب لقبول إلهام الملك يسمى "توفيقا "و الذي به يتهيأ لقبول وسواس الشيطان يسمى إغواء و خذلانا. فإن المعاني المختلفة تحتاج إلى أسامي مختلفة. 🌀و الملك في الشريعة عبارة عن خلق خلقه الله تعالى، شأنه إفاضة الخير و إفاضة العلم و كشف الحق و الوعد بالمعروف، و قد خلقه و سخره لذلك. و الشيطان عبارة عن خلق شأنه ضد ذلك و هو الوعد بالشر و التخويف عند الهم في الخير بالفقر، كما في قوله تعالى:" اَلشَّيْطانُ‌ يَعِدُكُمُ‌ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ‌ بِالْفَحْشاءِ ". 🌀فالوسوسة في مقابلة الإلهام، و الشيطان في مقابلة الملك، و التوفيق في مقابلة الخذلان. 🌀...و النفس بهيولانية الوجود لها قابلية الارتباط‍‌ و الاتحاد بالملك و الشيطان بتوسط‍‌ قوة العقلية و الوهمية، و التطارد بين جندي الملائكة و الشيطان في معركة النفس الإنسانية دائم، إلى أن ينفتح لأحدهما و يستوطن فيه و يكون اجتياز الثاني اختلاسا. 🌀و أكثر النفوس قد فتحها و سخرها جنود الشيطان و ملكوها، فامتلأت بالوساوس الداعية إلى إيثار العاجلة و إطراح الآخرة و كما أن الشهوات ممتزجة بلحم الآدمي و دمه، فسلطنة الشيطان أيضا سارية في لحمه و دمه و محيط‍‌ بالقلب الذي هو منبع الدم المركب للروح البخاري الحاصلة من القوى الوهمية و الشهوية و الغضبية. 📚کتاب المبدأ و المعاد. ص 200-201 🌐المرسلات، از مقدمات تا اجتهاد https://eitaa.com/joinchat/912326691Cd7b7696c9b