eitaa logo
منهجة الاستنباط (احمد مبلغی)
814 دنبال‌کننده
278 عکس
96 ویدیو
21 فایل
روش شناسی
مشاهده در ایتا
دانلود
1_6221453532.mp3
33.65M
گفتگوی تناظری پیرامون فقه نظام اساتید علیدوست و مبلغی
✅ ثنائيات آية التهجد (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) كالوردة التي تنقسم إلى بتلتين رقيقتين، يعلقان ببعضهما برقّة النسيج وجمال التلاحم، تفتح الآية أمامنا بوابتين معنويتين أساسيتين لاكتشاف حقائق مذهلة للوصول الى المقام المحمود. أولى هاتين البتلتين هي: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ" التهجد ينطلق من عمق الليل، كموجة هادئة ترتفع إلى قمم السماء. تتجسد في عبارة " ومن الليل فتهجد نافله لك". هنا يقف الإنسان مُلهمًا بجمال اللحظات الراقية التي يهديها لذاته أمام ربه. ومن هذا العمق تتشكل البتلة الثانية، التي هي "عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"، هذه البتلة تمتد أوراقها الناعمة باتجاه أرضية الوجود. يصبح الفرد نقطة انطلاقة، تبثّ قوته وجهده لتتجسّد في عبارة "عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا". وهكذا يتلاقى الجهد الإنساني مع لمسة من الإفاضة الإلهية. ثنائيات الآية: يتجسد جمال هذا النص القرآني في نسج ثنائيات بديعة، لا تمثل فقط تضافرًا لمعاني الكلمات، بل تكشف عن ترابط عميق بين مفاهيم ترتبط بنشاطات خاصة للإنسان، وبين مكامن روحية تتجلى له. الأولى: ثنائية الإنسان وربه: في هذه الآية، يظهر حضور الإنسان بأربعة مرات، حيث يظهر مرتين كفاعل في تأديته للعمل من خلال التهجد (تهجد) والنافلة (نافلة لك). ويظهر مرتين آخريتين في سياق الارتباط بالله، مرة كعبد مربوب لربه (ربك)، ومرة أخرى كمبعوث إلى مستوى أعلى تحت الإفاضة البعثية لله (يبعثك). نجد في هذه الثنائية، أن رب العالمين يعامل مع عبده بطريقة تنبض بلطف مذهل وعناية هي عديم النظير. والجميل أن الله، سبحانه وتعالى، قد ذُكِرَ في هذه الآية مرة واحدة فقط، من خلال استخدام كلمة "الرب". وهذا في الوقت الذي تم تكرار الإشارة إلى الإنسان أربع مرات. وفي هذا السياق، تنعكس رمزية وحدة الله بشكل واضح، حيث تتجلَّى هذه الوحدة الربانية في هذه الآية. وما يجعل الأمر أكثر جمالًا هو أن كلمة "الرب" أصبحت فاعلًا لفعل "يبعث"، وفي الوقت نفسه، تم إضافتها إلى الضمير الذي يُشير إلى الإنسان المخاطب. وبفضل هذا التداخل البديع، تتجلى للإنسان جوانب طبيعته المربوبية والمبعوثية. ويُشكِّل هذا التعبير الرائع رمزًا واضحًا لوحدة الله من جهة، وفي الوقت نفسه يظهر تأثير ربوبيته السامية على الإنسان من كل جانب. الثانية: ثنائية التهجد والبعث: تتضمن هذه الآية تناغما بديعا يربط بين النهوض الفردي (التهجد) والإفاضة الإلهية (البعث). التهجد والبعث، يتضمنان فكرة النهوض، حيث يرمز التهجد إلى نهوض الإنسان من حالة السكون والنوم إلى حالة الحركة واليقظة. بالمقابل، البعث يعبّر عن صعود الإنسان من مستوى وجودي إلى مستوى وجودي أعلى. في هذا السياق، يمنح الله النهوض البسيط الذي يبذله الإنسان قوة وروحًا خاصة، محولًا إياه إلى رحلة روحية ووجودية. فهذا النهوض الجسدي ينتقل إلى ذلك النهوض الوجودي. الثالثة: ثنائية النفل والمقام المحمود: يُظهِر النص كيف أن النفل، العمل الذي يُبذَل من قِبل الإنسان، في دقائق أو في ساعة، يتحول عندما ينطلق بإرادة الله إلى مرتبة محمودة. النفل، هو النهوض غير الالزامي، يصير محطة على الطريق نحو المكانة الجليلة والمحمودة. هذه النافلة تحمل في طياتها قيماً عظيمة وعمقاً روحياً يستفيق فيه القلب ليرتقي إلى مقام محمود بإرادة الله الكريمة. فهناك فعلان لكل منهما نتيجة؛ التهجد والبعث؛ فالتهجد هو فعل الإنسان الذي يقوم به، ونتيجته هو القيام بالنافلة. وهذا الفعل يعكس تفرّغ الإنسان في أعماق الليل الساكن، حيث يُخصص لأداء الصلاة الخاصة التي تُعرَف بالنافلة. وأما البعث فهو فعل الله، ونتيجته هو وصول الإنسان إلى المقام المحمود. فهناك "ثنائية في الفعل"، وهناك "ثنائية في نتيجة الفعل" أما الثنائية في الفعل فهي تتجلى في التهجد والبعث، حيث يقوم الإنسان بفعل التهجد ويتم من قبل الله فعل البعث. وأما الثنائية في النتيجة، فهي تظهر في النافلة التي تكون نتيجة التهجد، وفي المقام المحمود الذي يكون نتيجة البعث من قبل الله.
1_6199218652.mp3
15.86M
دوره ویژه روش شناسی جلسه (۱۰) @manhajah
1_6215925054.mp3
14.27M
دوره ویژه روش شناسی جلسه (۱۱) @manhajah
1_6229067807.mp3
22.72M
دوره ویژه روش شناسی جلسه (۱۲) @manhajah
✅ لماذا لا يتعامل الفقه المعاصر مع قضايا العصر، كما ينبغي؟ تحليل منهجي للأسباب قد يتساءل لماذا لا يستجيب الفقه المعاصر للحاجات المعاصرة؟ الجواب يكمن في وجود مشكلة في المنهج الفقهي للفقه المعاصر، حيث يفتقر للقدرة على استخلاص الإجابات الكافية والضرورية من المصادر الإسلامية وتقديمها للمجتمع والإنسان المعاصر السؤال المطروح هو: ما هي هذه المشكلة التي تكمن في المنهج؟ وكيف يمكن تصحيحها؟ الإجابة تكمن في أن من أبرز العقبات والمشكلات في المنهج الفقهي المعاصر هو عدم مواءمة نقاط الانطلاق والأسس التي يعتمد عليها، مع تعقيدات وتحديات العالم المعاصر. يجب أن تتوفر هذه النقاط وتصقل وتتكيف مع تعقيدات العصر الحالي، بحيث يمكن للفقه المعاصر أن يواجه التحديات الجديدة بفعالية. لمزيد من التوضيح، ينبغي ذكر مقدمة، وهي أنه تُقسّم عملية الاستنباط إلى ثلاثة عناصر: 1. النص: القرآن الكريم والسنة المطهرة. 2. الأدوات: القواعد الأصولية والقواعد الفقهية التي يستند إليها الفهم للاستنباط. 3. قواعد صيانة الفهم: تلك القواعد التي تضمن دقة واستدامة عملية الفهم. الفارق بين الثاني والثالث هو أنه في الثاني، نقوم بتزويد الفهم بمجموعة من القواعد، بحيث يمكن للفهم أن يستخدم هذه القواعد لاستنباط المعنى من النص. على سبيل المثال، يمكن أن يعتمد على قاعدة حجية الظهور ويستنبط المعنى الظاهر من النص. بينما في الثالث، يكون التركيز على الفهم نفسه وعمليته ومراحله وتكون هذه المراحل. لذلك يُحاول في الثالث فهم كيفية تكوّن بداية الفهم وتطوره، وكيف يتأثر الفهم بالأفكار والعوامل الخارجية والتاريخية وحتى الفقهية. كل ذلك يتم لضبط وتحسين حركة الفهم وتصحيحها بما يتوافق مع الظروف والعوامل المتغيرة. ببيان آخر، الثاني يُركز على توفير الأدوات والقواعد التي يحتاجها الفهم لفهم النصوص. بينما الشيء الثاني يركز على دراسة وتحسين عملية الفهم ذاتها، من خلال فهم كيفية تكونها وتأثرها بالعوامل المختلفة ومحاولة تعديلها لتحقيق فهم أكثر دقة واستنباط صحيح. التحدي يكمن في أن دراستنا المنهجية والبحوث التي أجريناها في ذلك لم تُركز على هذا الجانب الثالث، والذي يعد أمرًا مهمًا. وبالرغم من أهمية هذا الجانب، لا يوجد لدينا جهود بحثية تُسلّط الضوء على فهم الفهم نفسه. ومن الغريب أننا نجد أنفسنا دائمًا نشدد على أن الاجتهاد يتطلب بذل تمام الجهد (استفراغ الوسع) والتحليل الدقيق لتجنب المخاطر والأخطاء، بينما نغفل عن محاولة تصحيح العملية ذاتها ولا نميل نحو فهم هذه العملية بشكل كافٍ، والتفكير فيها كعملية معقدة. بالواقع، هناك العديد من المخاطر والأخطاء التي تنشأ بسبب عدم فهم الفهم وعدم تنقيح مراحله وعناصره المختلفة. وهو ما يعني أننا بحاجة إلى التوجه نحو دراسة وتحليل عملية الفهم بشكل أعمق وأكثر تفصيلًا. بالمعنى الآخر، نجد أنه لا يوجد تركيز داخل أدبياتنا الأصولية والفقهية على مفهوم "عملية الفهم" وعلى تحسين وتصحيح هذه العملية. وهو أمر يحتاج إلى اهتمام أكبر وبحوث تتناول هذه الجوانب الأساسية في تطوير المنهجيات الفقهية والاستنباط. في النهاية، يجب أن نتجه نحو تفهم أعمق لعملية الفهم والبحث في كيفية تعديلها وتحسينها، لأن هذا الجانب من المنهج الفقهي يمثل جوانب هامة في تجنب الأخطاء وتطوير الاستنباط. من اللافت للنظر أن هناك نصًا من الإمام علي بن أبي طالب (ع) يسلط الضوء على عملية الفهم، ويوضح الأخطاء التي تحدث فيها. يقول: "فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ- هَیَّأَ لَهَا حَشْواً رَثًّا مِنْ رَأْیِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ" في هذا النص، يشير الإمام إلى عملية استجابة الشخص لواقع غامض يُلقى عليه، يبدأ الشخص باللجوء إلى المعلومات المتاحة لديه، وهذه المعلومات قد تتضمن إما معلومات زائفة وغير متطابقة مع الواقعة (الحشو)، أو معلومات قديمة ولا تتعلق بالسياق الحالي الذي تنزل فيه الواقعة (الرث). وهكذا، ينطلق الشخص من أساس خاطئ في هذه العملية. على الرغم من ذلك، يستمر الشخص في محاولاته باستخدام تلك المعلومات الخاطئة، حتى يصل إلى نتيجة معينة. وعلى الرغم من أنه يبلغ اليقين، إلا أن هذا اليقين ليس قائمًا بسبب أنه مبني على معلومات غير صحيحة ولا ذات قيمة. وكما هو معلوم أن نقد الإمام لا يستهدف تحديدًا أن هذا الشخص لا يستفيد من القواعد. بل يستهدف قضايا تتعلق بعملية فهمه بشكل عام، حيث يركز على انطلاقه الخاطئ من الحشو والرث (المعلومات الخاطئة وغير المتعلقة بالواقع الحالي). إذاً، محور نقده هو عملية الفهم نفسها وليس فقط القواعد المستخدمة فيها. إذا نظرنا إلى عملية الاجتهاد بشكل عام، نجد أنها تمثل عملية التوجيه واتخاذ الرأي، ولكن هذه العملية قد تتعرض للخطر بسبب التعقيدات التي قد تنشأ فيها. وعلى سبيل المثال، في مجال الفقه، يعني الاجتهاد عملية البحث والتدقيق، ومن ثم اتخاذ الرأي.
عندما ننظر إلى الفقه المعاصر، نجد أن الاجتهاد فيه يصبح أكثر تعقيدًا بسبب وجود تحديات معقدة. يواجه الفقه المعاصر عالمًا معقدًا يتضمن تفاصيل اجتماعية معقدة تتضمن تداخلات وارتباطات معقدة، وظواهر تأثير وتداخل وتعثر متبادلة. عندما نستخدم الاجتهاد في مجال الفقه المعاصر للتعامل مع هذه القضايا المعقدة، يجب أن نركز على عملية الفهم بشكل دقيق. يجب أن نفهم صعوبة المراحل المختلفة في هذه العملية وكيفية معالجتها. إذا تجاهلنا هذه الجوانب وركزنا فقط على القواعد للوصول الى النتائج، فقد نقع في الخطأ. في الحقيقة، عندما نواجه في الفقه المعاصر موضوعات معاصرة جديدة، قد نعمل في فهمها وتحديدها استنادًا إلى معلومات قديمة غير ملائمة للسياق الجديد، وهذا بالضبط مصداق لما ورد في قول الإمام علي (ع) بمصطلح "الرث"، حيث قد نحمل معلومات حول الموضوعات في الماضي ونحاول الانطلاق منها لفهم ومعالجة الموضوعات المعاصرة، وهذا يؤدي إلى ارتكاب أخطاء وعدم تحقيق نتائج مجدية. لذلك، يجب أن نكون حذرين ومتنبهين عند الاستنباط واتخاذ الرأي في الفقه المعاصر. ينبغي أن نقوم بتصحيح وتنقيح عملية الاجتهاد نفسها، بدلاً من التركيز فقط على القواعد والنتائج. وعليه يصبح من الضروري تكثيف الجهود في الفقه المعاصر في حماية وصيانة عملية فهم النص. النتيجة: في سياق الفقه المعاصر، يتضح أن العنصر الذي يعاني من انعدام التوافق مع تعقيدات العالم الحديث هو "قواعد صيانة الفهم". من هنا، يظهر أنه من الضروري التركيز بشكل رئيسي على تعديل وتصحيح عملية الفهم، وتحديداً على النقاط الانطلاقية التي تشكل بداية هذه العملية. يجب أن يكون هذا التركيز هدفنا لضمان تكامل الفقه مع تحديات واحتياجات العصر الحالي بطريقة فعالة وملائمة.
✅ الإنسان في أروقة الزمان تفسير اجتماعي ونفسي لآية الأسى والفرح "لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ" هذه الآية تزرع في عقولنا حقائق شاملة ومذهلة من زوايا متعددة يمكن استكشافها بأسلوب مثير. يتسنى لنا تحليل وتناول هذه الآية من زوايا ثلاث: ▪︎نظرة إلى الإنسان في مسيرة الزمن، ▪︎تأمل في العلاقة بين الإنسان ونعم الحياة، ▪︎ استشراف البعد الداخلي والخارجي للإنسان. 1. الإنسان والزمن: ما أروعها من لحظات حينما نتأمل الآية من منظور علاقة الإنسان بالزمن. الآية تفتح أمامنا نافذة شاسعة نحو تفاصيل وأبعاد هذه العلاقة، وتصوّر لنا الإنسان وهو يجوب طريقه خلال خيوط الأزمان. توجيه له بعدم أن يجعل قلبه مثقلاً بأحمال الماضي، وأن لا ينغمس في غياهب الحاضر، بل يجب عليه أن ينطلق نحو المستقبل، حيث تنبع طاقاته وتتجلى آفاقه. فمن عذوبة هذه الآية تبرز رسالة مهمة عن إشارة الإنسان لرحلته عبر خيوط الزمن. يظهر منها واضحًا أنه يحمل تاريخًا ذا قيمة يجب استخلاص عبرته، بدلاً من أن يسقط في هوامش هاوياته المؤلمة، وهو الآن يمتلك حاضراً متجدداً يجب أن يواجهه بعقلانية عميقة، بعيداً عن أن يجرف في طوفان زائف من البهجة. وها نحن نقف أمام هذا التساؤل: لماذا تُبرز الآية الزمن الحاضر والماضي (عبر كلمتي: "فاتَكُم" و"آتَاكُمْ") في حين لا تشير إلى الزمن المستقبلي؟؟ إن الإجابة تتضمن جانبين: أولاً، يُعَبِّر الواقع الحالي عن محطة لقياس أفعالنا ومشاعرنا، حيث يترك أثرًا عميقًا في نفوسنا أكثر من مجرد تصوُّرنا لمجيء المستقبل. وثانيًا، يُظهِر المستقبل نفسه كظل حتى يحين وقته، ومع ذلك، فإن كيفية التعامل مع الماضي والحاضر تبني مسارنا نحو سعادة مستقبلية. حيث إن الأسس التي نضعها اليوم تشكِّل أساسًا لنهجنا تجاه التحديات القادمة. رسالة القرآن واضحة: هي دعوة لتحقيق توازن روحي مع تدفق الزمن. إنها تذكيرٌ يحثنا على النظر العميق، حتى لا نُغرَم بأحزان الماضي أو نستبدل الواقع بسراب من المفرحات. هذه الرسالة هي الوسطية بين ماضٍ لن يعود وحاضر نحن بصدد بناءه، هذا هو المفتاح لاستقبال مستقبل مشرق 2. الإنسان والنعم والنقم: هذان الجانبان، مع عكسيتهما، قادران على أن يلهبا قلب الإنسان ويخرجاه من سكة التوازن. يُمكن للنقمة أن تغمر الإنسان بالحزن وتُغيب عنه الأمل والحركة، بينما تحمل النعمة الفرح والبهجة التي تغمره بالنسيان وتحرّره من قيود الواقع. 3. الإنسان داخليًا وخارجيًا: الآية تجسد الإنسان ككائن يمرّ بحالات داخلية تحدّد تفاعله الخارجي. إذا كان الإنسان مغمورًا في مشاعر الحزن والفرح، فهو كمن يجلس على عجلتين غير متوازنتين. عندما تدور إحدى هاتين العجلتين بفرح والأخرى بحزن، يصبح من الصعب عليه توجيه خطواته نحو منعطفات المستقبل بثقة. إن حركة هاتين العجلتين تعوقه عن تنظيم تجاوبه وسلوكه بطريقة منطقية وعقلانية، مما يعرقل تقدمه نحو تحقيق حالة التوازن المثلى. فحيث إن الفرح والحزن في دائرة الروح، فالتغيير الحقيقي يجب أن يكون تحت المجهر الداخلي. كما ترتفع مقامات القلب، تنطلق العلاقات والزمن والمستقبل على وتيرة متوازنة. التركيز على تطوير الذات هو اللبنة الأساسية، فالتغييرات الجوهرية تحدث من الداخل لترتقي بهذا الإنسان في تعامله مع كل شيء. فالقلب يحمل المفتاح لعلاقته مع اللحظة والمستقبل، وتبني التغييرات الخارجية على قوام الداخلية. إن الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم لذا ليبدأ الإنسان رحلة التغيير من جوهره الداخلي. بهذا النحو، تُلقي الآية ضوءًا على تعقيد الإنسان وعلاقته المتجددة مع الزمن ونعمه ونقمه، مُحثًّا إيانا على تحقيق التوازن بين الداخل والخارج لنصبح سادة عقولنا.
هدایت شده از اجتهاد
💢مبلغی: مقاصد چیزی نیست که ما به شریعت تحمیل کنیم/ باید برای مقاصد در منهج استنباط جایی پیدا کرد ✔️استاد احمد مبلغی: 🔹از زمانی که بحث ارتکازات مطرح شده، ارتکازات یک مقداری دست و پای هر نوع استظهاری را می‌بندد. البته ارتکازات هنوز هم که باید و شاید شکل نگرفته است. ارتکازات تنها نقطه‌ای است که انسان را وصل می‌کند به فطرت چون بخشی از آن از فطرت است. اگر می‌خواهید رابطه فطرت و دین را برقرار کنید. علیکم بالارتکازات و نسل‌ها و گونه‌های مختلفی که دارند. متاسفانه ورودمان در ارتکازات بیش از آنچه که در اصول باشد در فقه است. 🔸در باب روح الشریعه اولین کسی که این مطلب را بهش اشاره کرد غزالی بود. یک عالم اهل سنت هم هست. قبل از او هیچ کس این را مطرح نکرده بود. در شیعه مرحوم وحید بهبهانی بود و قبل از بهبهانی فیلسوفان شریعت شناس مانند ملاصدرا این را مطرح کرده‌اند. ملاصدرا می‌گوید روح الصلاه، روح الصوم یا اسلام یک روحی دارد. خب این روح گرایی یک نگاه است. معتقدم هیچ کس به اندازه علامه طباطبایی و مرحوم ملاصدرا شریعت شناس نیستند. نه فقه الشریعه، فلسفه الشریعه. اینها فیلسوف شریعت هستند. 🔹حال مقاصد برای همین شریعت است. مقاصد چیزی نیست که ما به شریعت تحمیل کنیم. اگر بگوییم که شریعت مقاصد ندارد حکمت خدا را مدنظر قرار نداده‌ایم. خدا را نعوذبالله یک عبث کار آن هم در شریعتی که آمده است کمال ببخشد... شما باید کلام را با توجه به مقصد فهم کنید. بنابراین باید برای مقاصد در منهج استنباط جایی پیدا کرد. 👈 ملاحظات: http://ijtihadnet.ir/?p=72899 🆔 https://eitaa.com/ijtihad
فعلا قابلیت پخش رسانه در مرورگر فراهم نیست
نمایش در ایتا
💥 تصنيف تأثير الزمان على موضوعات الأحكام 《1》 من بين القضايا المهمة من الناحية المنهجية تأتي قضية العلاقة بين الزمان والموضوعات. والسؤال هو هل تتأثر الموضوعات بتغير الزمن أم تظل ثابتة؟ وإذا كان هناك تغيير، فهل هناك أنواع مختلفة لهذا التغيير؟ جواب السؤال الاول واضح؛ إن الزمان يمتلك التأثير الكبير على موضوعات الأحكام الشرعية، وهذا يتضح اكثر من خلال الاجابة على السؤال الثاني. فالمهم هو السؤال الثاني، فينبغي دراسته بعمق للاستفادة من نتائجه في منهج الاستنباط. واضح اننا إذا نجد أنفسنا غير واثقين من الإجابة على هذا السؤال أو نتجاهله، فنتعرض لبيئة غامضة في الاجتهاد، والبيئة الغامضة تجعل الوصول إلى الراي الاجتهادي الصحيح أمرًا صعبًا. فحضور هذا الغموض في سياق الاستنباط ليس أمرًا صحيحاً. في الحقيقة، في بيئة اجتهادية غامضة، يمكن أن نرتكب أخطاء كبيرة، وفي تلك الأثناء، لا يكون التأثير سلبياً فقط على الفقه بل أيضًا على المجتمع بأكمله في هذا السياق. لذا، يجب عدم ترك هذا الغموض يؤثر سلبًا على المجتمع والدين، بدلاً من ذلك، ينبغي على الفقه أن يسعى للإجابة على أسئلة منهجية ملائمة مع متطلبات العصر وتوجيه المجتمع بناءً على أسس صحيحة. هناك كثيرون يلتجؤون إلى الاحتياط في البيئة الغامضة هؤلاء قد انحرفوا عن المسار الأصلي والطبيعي للفقه. فالواجب علينا تحدي هذه التحديات بشكل مستدام بدلاً من الاعتماد على الاحتياط فقط. فهل يمكن للفقه أن يساعد في بناء مجتمع يعتمد على العدالة عبر التوسع في نطاق الاحتياط؟ ✅ انحاء تأثير الزمان على موضوعات الأحكام الزمان يمتلك تأثيرات كبيرة على موضوعات الأحكام الشرعية. لذا، يجب دراسة هذا التأثير بعمق وتحليله لضمان استمرارية الفقه والاستنباط الشرعي، ولضمان توجيه المجتمع بشكل صحيح وملائم للعصر. وفيما يتعلق بأنواع التأثير، يمكن القول إن الزمان يمتلك فئات متعددة من التأثير على موضوعات الأحكام الشرعية. إذا كان الفقيه عارفًا بهذه التأثيرات، يمكنه بسهولة إدراج الموضوع في إحدى تلك الفئات ومن ثم القيام بعملية الاستنباط وفقًا لهذا السياق. وفيما يلي تناول هذه الأنواع: 1. تحويل المفهوم إلى مفهوم جديد: وهذا التحويل هي حالة تعدُّ في حد ذاتها نوعًا من "التطور الموضوعي بسبب تغيرات العصر" هذا التحويل يحدث حينما يتحوَّل المفهوم بشكل جذري أو أساسي بسبب التطورات الزمنية. على سبيل المثال، شركة مساهمة تختلف تمامًا في طبيعتها عن مفهوم الشركة القديم. وإن كان قد ظن بعض الفقهاء أن شركة المساهمة هي نفسها شركة العنان. وفي هذا القسم، هناك تشابه اسمي ولفظي بين المفهومين، ولكن النقطة الأساسية هي أن العنوان القديم (الشركة القديمة) والعنوان الجديد (بعض الشركات الجديدة) يختلفان جوهريًا في هيكلها ومكوناتها وتأثيراتها الأدائية. ولذا لا يمكن القول إن هناك مظلة مفاهيمية واحدة تغطي على كل من العنوانين، بل يوجد فرق أساسي بينهما في المفهوم والأداء (أي: الدور الاجتماعي). إذا أقر الفقيه بحدوث هذا النوع من التغيير، فينبغي عليه الالتزام بمقاربتين أساسيتين: أولًا، عندما يواجه أي موضوع من الموضوعات التي تأثرت بالتغيير، يجب عليه التأكد من ان التغيير الحاصل فيه هل من هذا النوع او هو تغيير من نوع اخر. وثانيًا، إذا أحرز أن التغيير الحاصل فيه من هذا الغرار، يجب عليه التعامل مع هذا المفهوم كموضوع جديد. هذا يعني أن الفقيه، في عملية تكييف الموضوع، يجب أن لا يلتفت إلى المفهوم القديم للاستناد إليه. بل يجب أن يستند إلى القواعد الفقهية والمناطات الشرعية، ومن ثم يستنبط أحكام هذا الموضوع الجديد بناءً على تلك المعايير. هذا القسم ذو أهمية بالغة ويمتد إلى مجموعة كبيرة من القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية. لذلك، يجب علينا أن لا نلتزم بظاهر الالفاظ دون النظر في المفهوم الذي تحمله، لنتأكد مما أن المفهوم هل قد تغير أم لا؟ وستأتي تكملة البحث إن شاء الله
💥 تصنيف تأثير الزمان على موضوعات الأحكام 《2》 (بحث منهجي فقهي) [قد ذكرنا في الحديث السابق النوع الأول من انواع تأثير الزمن على الموضوعات، والآن سنتطرق إلى النوع الثاني إن شاء الله]. 2. إيجاد مفهوم جديد إلى جانب المفهوم القديم: ✅ بيان المقصود هذا فيما اذا كان العنوان ذا معنى يستند إلى الوضع القديم، ولكن المعرفة العلمية الحديثة (أو الرؤية المشتركة للعالم اليوم) تُدخل مفهومًا جديدًا إلى النقاش العلمي. فبالتالي نجد أنفسنا أمام مفهومين، واحد قديم وآخر جديد. في المفهوم القديم، يتم التركيز على الصفات او العلائم السائدة في ذلك الوقت لفهم العنوان. أما المفهوم العلمي الجديد فيقوم على ما اكتشفه العلم. ✅ المثال: يمكن إعطاء مثالين في هذا السياق: المثال الأول: موضوع الهلال: اليوم بشكل علمي يركز على ولادة القمر وتعتبر أنها تتم قبل مرحلة ظهوره في السماء الظهور المرئي بالعين المجردة. هذا المفهوم العلمي الجديد (ووضعه بجانب المفهوم القديم) يثير سؤالاً كالتالي: إن الشارع عندما قام بتشريع حكم أو أحكام لمثل شهر رمضان أو لشهر شوال وجعل موضوع الحكم هو رؤية الهلال هل كان له تبنّي هذا المعنى الذي وصل إليه العلم حاليًا؟ أو لم يكن له هذا التبني؟ هناك رأي معتقد بالاول، وبالطبع هذا الرأي يواجه هذا السؤال: إذا كان لدى الشريعة هذا التبنّي، فلماذا ركزت على مفهوم الرؤية الذي يتوافق مع الذهنية السائدة في العصور القديمة؟ يمكن الإجابة على هذا السؤال بأن تركيز الشريعة على "الرؤية" يعود إلى اعتمادها على الرؤية من منطلق الطريقية لا الموضوعية، وهذا يعني أنها لاحظت وأخذت في اعتبارها الرؤية كطريق وعلامة كانت موجودة في تلك الأوقات كوسيلة وحيدة للناس لاكتشاف بداية الشهر الجديد. لذلك، تركيزها على هذا المفهوم جاء نتيجة لاعتبار الرؤية من باب الطريقية وليس على أنها الموضوع نفسه نهائياً. وفي المقابل هناك رأي يؤمن بالثاني؛ اي: بأن الشريعة اعتمدت "ظهور الهلال في السماء" كموضوع لأحكامها. وبالطبع، هذا الاعتماد لا يعني أن الشريعة تعارض الاكتشافات العلمية، بل يشير إلى أنها اعتمدت لمصلحة هذا المفهوم الذي كان موجودًا في العصور القديمة وجعلته موضوعًا لأحكامها. وبالطبع، قبول أيٍ من هذين الرأيين يترتب عليه تأثيرات ونتائج محددة تتعلق بتحديد أول يوم من رمضان أو بداية شوال، وتكون هذه النتائج ذات أهمية كبيرة. إلا أن الذي نريد الإشارة إليه هنا هو أن الزمان قد أثر وأسهم في تكوين مفهوم جديد، يحمل في طياته إمكانية تجاذب العقل الاجتهادي لبعض الفقهاء، ويفتح افقاً جديداً فقهياً حول الهلال. ومن ثم، يمكن أن تنتج هذه النظرة الجديدة نتائج مهمة تختلف عن النظرة التقليدية. المثال الثاني: موضوع موت الدماغ: في الماضي، عُرِف الموت بتوقف نبض القلب، بينما اليوم يركز على توقف وظائف الدماغ. هذا التغيير يثير تساؤلات حول تطبيق الشريعة في هذا السياق. أي: إذا دخل الشخص في الغيبوبة وموت دماغه فهل ينبغي تكييف الموضوع مع الفهم الحديث لعلامة الموت والتي تتمثل في مفهوم موت الدماغ، أم يجب الاستمرار بالالتزام بالعلامات القديمة؟ هذا تساؤل يحتاج إلى مناقشة موسعة لفهم التكييف الفقهي لهذا الموضوع. في هذا المثال أيضًا، نجد وجود مفهوم صاغه الزمان، ولم يكن هذا المفهوم موجودًا في الماضي؛ لأنه لم يتم اكتشافه حينذاك بعد. إن مجيء هذا المفهوم ووضعه إلى جانب المفهوم القديم يطرح هذا السؤال الخطير: هل الشريعة ركزت على المفهوم القديم الذي يتعين علينا أن نلتزم به، أم أنها ركزت على المفهوم الجديد في الواقع؟ إذا علمنا وأقررنا أن الزمن هو الذي أدخل هذا التحول وأدخل هذا المفهوم، فإننا في الواقع أمام أمرين مهمين. الأول هو أن الزمن في الواقع قدم مفهومًا يمكن أن يتم قبوله من قبل الفقه ويصبح أساسيًا، وإذا تم قبوله، سيكون له تأثيرات عميقة على الأداء الاجتماعي. والثاني هو أنه من الضروري أن ندرك أن الزمن له أهمية كبيرة ويجب علينا النظر في جميع آثاره، بما في ذلك هذا التأثير. ✅ الفرق بين هذا وسابقه: ما الفرق بين الأخير (وهو إيجاد مفهوم جديد إلى جانب المفهوم القديم) وسابقه (الذي يعني تحويل المفهوم القديم إلى المفهوم الجديد)؟ هذا ما سنتعرض إليه في المنشور القادم إن شاء الله.
💥 التحدث مع الذات: تحكم واكتشاف وتواصل ✅ التحدث مع النفس هو تجربة جميلة، هذه المحادثة تحوّل ما يكمن ويتجذر في فطرة الإنسان إلى عملية فكرية تقوم بتقييم ما يأتي من الخارج ويتأثر به من أحداث وتجارب في الحياة. إنها تجربة دينامية تسمح لك بالتواصل مع ذاتك بجمال وسلاسة. هي مشابهة لنزول الماء من السماء إلى الأرض وتلقيه منها، لكي ينزله مرة أخرى آليها. ✅ هذه المحادثة تتميز بعذوبتها وحلاوتها لأن اللغة المستخدمة فيها ليست لغة عادية يتم التبادل بها عبر الكلام اللفظي، بل هي لغة روحية وداخلية خاصة تحدث بين الشخص ونفسه. هذا التبادل يمثل تفاهماً دقيقاً وعميقاً بين الأفكار والمشاعر الداخلية، مما يجعله تجربة لطيفة للغاية وخاصة. ✅ في القرآن، يتجلى مفهوم "النفس اللوامة" كتجسيد رائع للتفكير الداخلي للإنسان وحواره مع نفسه. تكون النفس هي السامعة والمتحدثة في نفس الوقت، حيث تلقي اللوم على نفسها ويكون الطرفان المتحاوران في هذه المحادثة هما نفس الشخص. ✅ إنها تجربة تمتد لتمكن الإنسان من أن يصبح أكثر قربًا إلى تجربة حواره مع الله، فهي خطوة أساسية نحو تلك التجربة العميقة. إذا حدث حديث النفس مع الله فهو أكثر سرعة ورقة وعمقًا وشمولا وتأثيرا وجمالًا، ويتميز بدينامية فريدة ورمزية استثنائية. ✅ حديث النفس مع النفس هو عملية العودة إلى الذات والتفكير فيها بنظرة تهذيبية وإصلاحية جذرية، مع التوجيه البنّاء، بهدف الابتعاد عن الأخطاء التي ارتكبناها. هذا المفهوم يجسد معنى الرجوع إلى النفس كما يظهر في الآية الشريفة: "فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ". وكما يُعلم من هذا النص القرآني، يتضمن هذا الرجوع، الحديث مع النفس المتمثل في قول الأنفس للأنفس: "إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ". إنه حديث فريد يساعد الإنسان على تصحيح مساره والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها. في الحقيقة، عندما نقوم بتحليل هذه الآية، نجد أن هناك أربعة جوانب رئيسية: 1. الرجوع إلى النفس. 2. الوصول إلى فكرة أساسية متجذرة في النفس. 3. الانطلاق من هذه الفكرة كأساس لتقييم السلوك والموقف الخارجي. 4. الاعتراف بأن هذا السلوك أو المعتقد، يكون خاطئًا؛ (أي القول: "إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ"). ✅ إن التفكير في الحديث مع الذات يفتح أبوابًا جديدة لإعادة فهم الذات واكتشاف عوالم مجهولة. إنها رحلة استكشافية داخلية تساعدنا على فهم عميق لأفكارنا ومشاعرنا التي قد تبقى مخفية عنا. هذه الرحلة تمنحنا الفرصة للتعمق في تفاصيل حياتنا وتوجيه أضواء على جوانب جديدة وجميلة من أنفسنا. ✅ النتيجة التحدث مع الذات يمكن أن ينجم عنه ثلاثة أنواع مهمة من النتائج: أ) التحكم بالذات: ليجنب الانغماس في حالات نفسية سلبية وضارة. يمكن تشبيهها بعملية الزراعة، حيث نقوم برعاية أنفسنا بالتفاؤل والتفكير الإيجابي، مما ينتج عنه حياة صحية تقلل من مستوى الاكتئاب وتعزز من مقاومة الأمراض، وتقليل التوتر والضغوط في حياتنا. ب) فتح أبواب جديدة لاكتشاف الذات: التفكير في الحديث مع الذات يفتح أفقًا جديدًا لاكتشاف مناحي عميقة لحياتنا. إنها رحلة داخلية تمكننا من استكشاف أفكارنا ومشاعرنا بطريقة تختلف عن التفاعل مع الآخرين. ج) تهيئة الأرضية للتحدث مع الله: إنها عملية تجعلنا أكثر استعدادًا للتواصل مع الله واكتشاف عوالم عظيمة تدرج من خلالها في فضاء عميق وروحاني.
💥 جماليات لوحة الحوار مع الذات في عمق اللحظات وعبور أروقة أعماقنا، ترتسم لوحة حوارية خفية جميلة تجريها النفس مع ذاتها. إنها ليست سوى محادثة مبطنة بأفكارها ومشاعرها، حيث تتقاسم الروح مع نفسها لحظات الحكمة. فهذا الحوار ينسجه الانسان في دهاليز أعماقه، كأنه ترتيبٌ خفي لأفكاره ومشاعره. هذا الحوار يمثل تجارب النفس، حيث يتبادل الإنسان مراتب وجوانب مختلفة من وجوده مع ذاته. يندلق الشغف والإلهام من داخلنا ليواجه جزءًا آخر من تلك القوى الداخلية. ومن هذا التبادل السحري تتشكل لوحة حوارية تكشف عن أسرار الروح. هذا الحوار، مثل مسرحية سرية يختصر فيها الإنسان جميع شؤونه الداخلية، يتيح له فهم الأصول الكامنة في فطرته. إنها رحلة دينامية، حيث تتناغم العواطف والأفكار بأسلوب مفعم بالإحساس. هذه المحادثة قناه يعبر عبرها فهم وتقدير أصول الوعي في الذات وتقييم المواقف والسلوكيات استنادًا إلى تلك الحقائق الخفية التي تنبع من أعماقها. في هذا العرض المسرحي الخفي، يكتب الإنسان صفحات جديدة من حكايته، يعود ليتذوق طعم الأمور الأساسية التي أوكلها الله إليه ويستغلها في تعديل وتصحيح مساره. هذا الحوار، يأخذ اللوم والنقد فيه غالبًا مكانه الأول (النفس اللوامة)، ولكنه لا يفتح الباب أمام اليأس، بل لإعادة تشكيل أمل جديد؛ حيث إنه رحلة في عالم الذات، نعود فيها لتجديد الروح واستلهام الحياة من خلال تلك الأصول السامية التي نحملها في أعماق قلوبنا. ففي تلك اللحظات الساحرة من الحوار مع ذواتنا، نجد توازنًا بين اللوم والأمل. هذا الحوار يحدث لمن لا ينسى نفسه، نسيان النفس يأتي كمنتج لتفرغنا للماديات وتجاهلنا للروحانيات. أليس من المؤسف نسياننا لأنفسنا في ضوضاء الحياة اليومية والأمور الدنيوية؟ في أحضان ذكر الله وتوجيه خضوعنا وخشوعنا إليه، نجد أنفسنا ونرى عكس ما فقدناه. 《نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ》 في هذا السياق، هناك شعاع من الأمل، وهو أننا يمكننا التوجه نحو ذكر الله، تلك القوة العظيمة التي تربطنا بأعماقنا. عندما نفعل ذلك، نجد أنفسنا من جديد، نكتشف ما فقدناه. ففي اللحظات التي نخصصها للذكر والتأمل، نعيد الاتصال بأنفسنا ونرى الجوانب السامية في أعماقنا التي كنا قد نسيناها. هذا الحوار مع الذات، هذا التواصل الداخلي، يحتاج إلى العودة إلى ذكر الله. إنه الخيط الذي يعيد لنا ذواتنا ويمنحنا القوة لعدم نسيان من نحن. إذا أصبح هذا الحوار الخفي الداخلي للإنسان مع نفسه - والذي يعتبر كنزًا مكنونًا في الفطرة البشرية - أكثر وضوحًا ونشاطًا وتحققًا، سيكون له تأثير عميق على محادثاتنا مع الآخرين في ساحات الاجتماع والتفاعل الاجتماعي.
💥 تصنيف تأثير الزمان على موضوعات الأحكام 《3》 (بحث منهجي فقهي) [قلنا في البحث السابق، هناك نوعان من التحول في موضوع الحكم؛ الأول ما يتمثل في تحول المفهوم القديم للموضوع، إلى مفهوم جديد، بينما الثاني يتعلق بإضافة مفهوم جديد لموضوع الحكم إلى جانب مفهومه القديم، يطرح هنا سؤال: ما هو الفرق بينهما؟] الجواب أن هناك عدة فروق بين هذين التحولين: 1. الفارق الأول: القسم الأول ينطوي على تغيير طبيعة المفهوم نفسه من مفهوم قديم إلى مفهوم جديد، بينما القسم الثاني، لا يتعلق الأمر فيه بالاستبدال، بل يتعلق بالتجاور؛ أي تجاور مفهوم جديد بجوار المفهوم القديم. 2. الفارق الثاني: هناك وحدة مفهومية في القسم الأول حيث يحل مفهوم جديد محل المفهوم القديم، بينما في القسم الثاني يظل المفهوم القديم قائمًا بينما يتم إضافة مفهوم جديد إليه. 3. الفارق الثالث: يتعلق بنوع الموضوعات التي يتناولها كل قسم. يركز القسم الأول على الموضوعات الاجتماعية مثل الموضوعات الثقافية، الاقتصادية، السياسية، والسكانية، بينما يميل القسم الثاني إلى التركيز على الموضوعات الطبيعية مثل الموت وظاهرة ظهور الهلال وما شابه ذلك. ومع ذلك، فيما يتعلق بهذا القسم الثاني، توجد بعض الموضوعات الاجتماعية هي مندرجة في القسم الثاني. ولمزيد من الوضوح يمكن أن نذكر لكل من هذين التطورين المفهوميين مثالا: أولا: مثال الاستبدال المفهومي: يمكننا استخدام مثال "مسؤولية الوالدين في تعليم الأخلاق الاجتماعية لأبنائهم" لتوضيح مفهوم الاستبدال المفهومي، حيث يتم استبدال مفهوم الأخلاق في اطار العلاقات الاجتماعية القديمة، بمفهوم الاخلاق الاجتماعية في سياق العلاقات الاجتماعية الجديدة. لتوضيح ذلك نقول: هناك قضية فقهية يمكن صوغها كذلك: "على الوالدين شرعاً تربية وتأديب أولادهم على الأخلاق"، كما يُلاحظ تتألف هذه القضية من الناحية الفقهية من موضوع وحكم، حيث يُعتبر الموضوع هو تربية الأولاد على الأخلاق، والحكم هو وجوب ذلك. بطبيعة الحال، إذا لم نأخذ في اعتبارنا تطور الزمن (إما لم نؤمن بذلك، أو لم نلتفت به)، فسيكون علينا تعليم أبنائنا الأخلاق التي ارتسمت في ذهننا، ولكن، وبالنظر إلى أن المقصود من الأخلاق هنا ما يرتبط بالعلاقات الاجتماعية، من جهة، وهناك فارق بين الأخلاق المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية في الزمن القديم وتلك التي تناسب العصر الحالي، فيجب انطلاقا من ذلك تأديبهم على أخلاقيات العلاقات الاجتماعية في زمنهم. يمكن تسليط الضوء على هذا الفارق والنتيجة المترتبة عليه من خلال التالي: 1. الأخلاق لها أسس ومبادئ تنبثق من الفطرة وتظل ثابتة، ومع ذلك، تختلف رموزها ومظاهرها وتجلياتها باختلاف المجالات. لهذا السبب، لدينا العديد من فروع الأخلاق التي تعود إلى نفس الجذور. 2. أحد هذه الفروع هو الأخلاق المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية. ينبغي بالأساس فتح نقاش مناسب في هذا المجال بعنوان "أخلاقيات العلاقات الاجتماعية". بطبيعة الحال نحن لسنا هنا بصدد فتح هذا النقاش. 3. إحدى مسؤوليات الوالدين الرئيسية هي تعليم أطفالهم وتربيتهم على قيم وأخلاقيات العلاقات الاجتماعية. 4. كل علاقة اجتماعية تتطلب مجموعة خاصة من الأخلاقيات. 5. العلاقات الاجتماعية تتغير مع مرور الزمن. 6. نتيجة لذلك، ندرك أن الأخلاقيات المتعلقة بالعلاقات في هذا العصر تختلف عن تلك المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية في الزمن القديم. 7. هنا حدث استبدال مفاهيمي، إذ تعتبر الأخلاق اليوم مرتبطة بشكل مختلف بالعلاقات الاجتماعية المعاصرة مقارنة بالماضي. يظهر الاستبدال المفهومي، حيث إن العنوان يبقى كما هو، لكن المعنى المرتبط بالأخلاق يختلف في كل مرة. 8. لقد حدث هنا استبدال مفهومي واضح، حيث تم تغيير مفهوم الأخلاق الذي كان مرتبطًا في الماضي بالعلاقات الاجتماعية السائدة في ذلك الزمان. وبدلاً من ذلك، ظهر مفهوم جديد للأخلاق يتناسب بشكل مختلف مع العلاقات الاجتماعية الحديثة. لذلك، نشهد استبدالًا في المفهوم، على الرغم من أن العنوان أي "الأخلاق" لا يزال هو نفسه، إلا أن معناه قد تغير من مفهوم سابق في الماضي إلى مفهوم جديد في الوقت الحالي. 9. نتج من ذلك كله أنه على الوالدين تعليم أطفالهم القيم التي تناسب الزمن الحالي في أخلاقيات العلاقات الاجتماعية. من هنا، نستطيع أن نفهم بعمق كلام الإمام علي (ع) الذي أشار إلى هذه المسألة بوضوح، حیث قال: "لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".
لطفا در ایتا مطلب را دنبال کنید
مشاهده در پیام رسان ایتا
فقه محيط زيست (90) جمع بندي مباحث سال قبل 1402/7/3 @manhajah